الخميس، 21 يوليو 2016

مواقع الكترونية مفيدة للباحثين



" مفيد جدا للباحثين "
1- أدوات علمية للباحثين
www.smallseotools.com
2- لإنشاء الرسوم البيانية
www.onlinecharttool.com
3- لإنشاء استبيانات إلكترونية
www.surveyplanet.com
4- إدارة وتسجيل المراجع والاقتباسات
www.refme.com
5- لإعادة صياغة الاقتباس
www.spinbot.com
6- لتحديد نسبة أصالة بحثك، وكشف السرقة العلمية
www.plagscan.com
7- مقالات علمية مجانا
www.scholar.google.com
8- مجلات علمية
www.openjournals.net
9- محرك بحث أكاديمي
www.refseek.com
10- محرك بحث للمجلات العلمية
www.journalseek.net
11- مجلة الدراسات العليا
www.facebook.com/higher.studies.mag
12- للبحث عن المنح الدراسية
www.scholarships.com

رسالة مخزنية ـ قصبة أكوراي


نص الوثيقة: 
 "كتابنا هذا أسماه الله وأعز أمره وأطلع في سماء السعادة شمسه المنيرة وبدره يتمسك به ممالكنا سكان قصبة أكوراي القائد عبد الكريم ومن معه ليتعرفوا منه أن قصبتهم محترمة عندنا كما كانت محترمة عند سيدنا الوالد رحمه الله وهم عندنا على الحالة التي كانوا عليها معه... من غير نقص ولا زيادة، ومن أراد هضم حرمهم وظلمهم في شيء من الأشياء. فلا نمهل عقابه ممالكنا ومحترمون بحرمنا الشريف وبكتاب سيدنا الوالد المتمسكين به ونحن على طريقة والدنا وسننه. وحسب الواقف على كتابنا هذا من جميع خدامنا وولاة أمرنا العمل به والسلام، وفي الثالث عشر من ذي الحجة الحرام عام سبعة ومائتين وألف/1492م

رسالة مخزنية


نص الوثيقة: 
"جددنا بحول الله وقوته وشامل يمنه ومنته للمتمسكين بالله، وصفائنا سكان أكوراي على ما عهد لهم بيدهم من ظهائر أسلافنا رحمهم الله، وأقررنا لهم ما عهد لهم من سدل أردية الحرمة، والعناية عليهم وعلى حصنهم المذكور لكونه حرما آمنا لا تحقر فيه ذمة ولا يضيع حق لأحد. ملحوظين بعين رعايتنا ومحفوفين بجميل عنايتنا حسبما كانوا عليه في عهد أسلافنا المطهرين قدس الله أرواحهم في عليين، فنأمر وصيفنا القايد إدريس بن محمد وكل من يقف على هذا الظهير الكريم أن يعمل بمقتضاه وألا يتعداه والله يوقفنا وإياهم لما يحبه ويرضاه والسلام، صدر به أمرنا الشريف المعتز بالله في 11 ذي الحجة الحرام عام 1290هـ/1872م" 
 http://www.karicom.com/vb/t76730.html

الثلاثاء، 12 يوليو 2016

نورالدين أغوثان،جوانب من تاريخ المدن الأثرية بإقليم تاونات



لم يكن إقليم تاونات مجرد قرى متناثرة أو جبال شامخة في غابر الأزمان، بل عرف ظاهرة التمدين منذ حقب تاريخية متقطعة عكست بالدرجة الأولى موقعه الاستراتيجي الذي مكنه من احتضان مدن مزدهرة سواء في العصر الروماني أو في العصر الإسلامي الوسيط، فإذا كانت المصادر التاريخية شحيحة فيما يخص هذا المعطى، فإن الإقليم لم يحظ بأي اهتمام لدى علماء الآثار سواء الأجانب أو المغاربة من أجل استكشاف ماضيه القابع في ردهات النسيان. في هذه الورقة سنقدم لمحة متواضعة عن المدن الأثرية بالإقليم معتمدين في ذلك على المدونات التاريخية العربية الكلاسيكية وعلى عدد من التحريات التي باشرها عدد من علماء الآثار الفرنسيون بالمنطقة بعد سيطرة المستعمر على البلاد خلال العقد الثاني من القرن العشرين.
 قلعة أمركو ومدينة فاس البالي:
 قلعة أمركو : 
 تقع قلعة أمركو بالقرب من ضريح مولاي بوشتى الخمار، على بعد 50 كلم شمال شرق مدينة فاس بقبيلة فشتالة، وتشكل خرائب هذه القلعة سلسلة صخرية بالقمة الشمالية لجبل أمركو، تقع على الضفة اليسرى لواد ورغة. فموقعها ونظامها الدفاعي يسمحان لها بمراقبة المناطق الجبلية على الضفة اليمنى لهذا الواد يعني المجال الممتد من بلاد جبالة إلى البحر الأبيض المتوسط. وأمركو كلمة أمازيغية وهي جمع لكلمة أمركة وتعني ذلك الطائر الأبيض وبه قليل من اللون الرمادي من فصيلة الشحرور، ويسمى بالعربية السمان. تضم قصبة أمركو حظيرة مسيجة من الأسوار تبلغ ارتفاعها 5 متر مع سمك يتراوح بين 1 م 35 و 370 سم بالمحيط. والقلعة عبارة عن مضلع طويل يتخذ اتجاه الشمال الشرقي والجنوب الغربي، تنفتح من الغرب بواسطة باب وقبو من حجر على ارتفاع 4 م 30 وعرض مفتوح 2 م 50، الذي يسمح بالدخول إلى منحدر بميل قوي حفر إفريزا في جناح الصخر، وفي اتجاه الشمال نحو الجنوب هناك 4 أبواب على الجنوب الشرقي، وتضم القلعة أيضا عدد من أبراج الحراسة يصل عددها إلى 12 برج . داخل القلعة هناك عدد من الساحات المتناسقة: الساحة الشمالية الشرقية بها منحدر وعر يوجد في أسفل القلعة وصهريج من 3 م 40 على 9 م 50، يسمح بتخزين المياه عند سقوط الأمطار. الساحة الوسطى تشكل سياج ضيق لها بابان داخليان حيث تقسم القلعة من الشمال إلى الشرق بواسطة جدار وبرجين خارجين وتوجد بها مخازن تحت الأرض. أما في سفح القلعة وفي اتجاه الجنوب الشرقي هناك عدد من المراحيض. وفي الوسط هناك منشأة أخرى تستخدم كمسكن لزعيم القلعة. 
مدينة فاس البالي: 
على بعد 8 كلمترات شمال قصبة أمركو توجد خرائب أخرى في سهل حجري على امتداد 5 كلمترات وهي آثار لمدينة يطلق عليها اسم فاس البالي. وتتميز هذه الخرائب بأسوار عالية يتراوح ارتفاعها ما بين 3 م و 5 م من الأرض، تتشكل من الحجر والكلس، فالمواد المستعملة في البناء غير مصقولة وصلبة تشبه بما بنيت قصبة أمركو، المبنى الوحيد الذي ظل صامدا هو الحمام وهو على شكل مستطيل، أسوارها بنيت بالحجارة على طول يتراوح بين 11 م 50 و 10 م 70، ويصل السمك إلى 75 سم، داخلها مقسم إلى ثلاثة بيوت مستطيلة لها نفس المساحة بواسطة سورين من الحجر بسمك 75 سم، في البيت الأوسط بقيت آثار لقسمين بعرض 35 سم بالآجر المشوي brique cuite. وكشفت التحريات عن وجود ألواح من الرخام من 55 سم في 48 سم ومن المحتمل أن يكون هناك خزان للمياه من عين طبيعية الذي ينبعث منها الحمام، هذه المنشأة تتوفر على ثلاثة أقبية، بينما توجد الدعائم الخارجية لها على ارتفاع 1 م 10 وارتفاع 2 م 90 من تحت الأرض. هناك من الباحثين الأجانب من يعتقد أن قصبة أمركو وفاس البالي من الآثار الرومانية ودليلهم في ذلك هو التشابه بين هذه المنشآت ومدينة وليلي من حيث البناء والهندسة. إلا أنه لا يمكن الاطمئنان لهذه الرواية فلم يسجل أي اقتباس من التحصينات الرومانية من داخل هذه القلعة، ولكن يمكن القول بأن شكل الأسوار الحجرية بشكلها الهندسي قريبة من شكل الآثار الرومانية. فأمركو تعتبر من بين سلسلة التحصينات العسكرية التي بناها المرابطون ( 1056م – 1147م )، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أنها لعبت دورا مهما في منتصف القرن 12 خاصة بين سنتي 1141- 1142 م، حيث برزت على قائمة المواقع الدفاعية التي اعتمد عليها المرابطون في صد هجمات خصومهم الموحدين سنة 1145- 1146 عندما فر المرابطون من مدينة فاس بعد أن دخل إليها عبد المومن بن علي واتخذوا منها ملجأ، ولكن بعد مدة وجيزة سقطت في يد الموحدين، ومنذ تلك الفترة لم تشر إليها المصادر التاريخية لا من قريب ولا من بعيد. ويقول مارمول كاربخال أن " هذه القلعة خربها الخليفة الشيعي القائم كما خرب المدن الأخرى المجاورة، لكن الأسوار ما زالت قائمة وتشاهد عليها بعض النقوش بالأحرف اللاتينية التي تبين أنها من تأسيس الرومان منذ زمن طويل، ومنذ تخريبها أنشأت مساكن كبيرة على منحدر هذا الجبل تحمل اسم المدينة ويقطنها نساجون، والسهل الواقع في الأسفل أرضه جيدة خصبة وينبع في هذا الجبل من الجانبين نهران كبيران يبعد أحدهما عن الأخر بأربعة فراسخ وهما سبو وورغة الواحد في الجنوب والآخر في الشمال، ويقطن هنا وهناك بربر يدعون أنهم أشرف سكان إفريقيا قاطبة". إذا كان الأصل المرابطي للقلعة لا شك فيه، فإن مظهرها العام يوضح مدى براعة الهندسة الصنهاجية المغربية الأندلسية، فالأسوار المزدوجة دلالة على هذه البراعة، ويؤكد مؤرخون وعلماء الآثار بأن الهندسة المستخدمة في هذه القلعة شبيهة بالقلعات الأوربية المعاصرة لها، ويمكن تفسير ذلك بوجود ميليشيات مسيحية في الجيش المرابطي من المتوقع أن يكونوا هم البناة الحقيقيون لهذه القلعة....... 
مدينة بني تودة: 
وبالقرب من فاس البالي توجد مدينة أخرى وهي بني تودة تأسست في الوقت نفسه الذي تم تأسيس قلعة أمركو من طرف المرابطين، فقد فتحها يوسف بن تاشفين سنة 458 ه / 1066م، في إطار فتوحاته من فاس في اتجاه بلاد غمارة ، ففي كتاب " الاستبصار في عجائب الأمصار " يعطي المؤلف تفاصيل عن بني تودة:" وطريق أخرى على جبل غمارة ، وذلك أنك إذا أقمت من وادي سبو، أخذت على يمينك في عمائر متصلة إلى مدينة تاودا وكانت مدينة أسسها الملثمون يملكون منها جبل غمارة لتتابع نفاقه عليهم، وكان يسكنها ولاة المغرب منهم بالعسكر، وكانت في أيامهم معمورة بالمباني الحسان والقصور المنيعة، وهي على وادي ورغة وحواليها قبائل وهي على قطر واسع كثير الزرع والضرع، وعليها جبل منيف فيه حصن كبير من بناء الملثمين يسمى أمرجو وهو مبني بالحجارة والجير لا يقدر أحد على هدم شيء منه إلا بالمشقة، وفي أعلى الجبل الماء الكثير". ويضيف الشريف الإدريسي : " والطريق من مدينة فاس إلى بني تاودا مرحلتان، وهذه المدينة بناها أمير من قبل الملثم وكانت مدينة قائمة بذاتها لكثرة زروعها ومفيد غلاتها وغزر ألبانها وسمنها وعسلها وأسواقها عامرة وخيراتها وافرة وكانت على مقربة من جبل غمارة، وكان بمكانها شبه الثغر سدا مانعا من طغاة غمارة العابثين من تلك النواحي المغيرين على جوانبها، وبينها وبين طرف جبال غمارة ثلاثة أميال وبين بني تودة وفاس برية يشق في وسطها واد سبو وبين وادي سبو في طريق بني تودة عشرون ميلا ويسكن هذه البرية قبائل من البربر يسمون لمطة ... وهي أول مدينة من مدينة الغرب حل بها الفساد ونزل بها التغيير واستأصلها المصامدة وهدموا أسوارها وصيروا مساكنها أرضا .... يتضح من خلال رواية الإدريسي أن الموحدين كانوا وراء تخريب مدينة بني تودة، ويعلل ابن أبي زرع ذلك بما يلي: " في سنة 559ه / 1163 م ثار مزداغ الغماري الصنهاجي من صنهاجة مفتاح وضرب له السكة وكتب فيها مزدغ الغريب نصره الله قريب فبايعه خلق كثير من غمارة وصنهاجة وأوربة فأفسد تلك الناحية ودخل مدينة تاودا وقتل فيها خلقا كثيرا وسباها فبعث إليه يوسف بن عبد المؤمن الموحدي جيشا من الموحدين فقتلوه وحمل رأسه إلى مراكش. في حين أن الرحالة البرتغالي مارمول كربخال، له رواية مناقضة عن تأسيس المدينة وكذا اندراسها: " بني تودا على بعد 18 فرسخا من فاس إلى جهة الشمال، كانت تضم على ما يبدو 60 ألف دار، لكن الخليفة الشيعي القائم دمرها أثناء حربه ضد الأدارسة وبقايا بعض المباني القديمة الرائعة فيها ثلاث سقايات ذات أحواض كبيرة من الرخام والمرمر وبعض الأضرحة كذلك تدل على أنها قبور شخصيات مرموقة وتمتد على مسافة خمسة فراسخ من هذه الأنقاض إلى أوائل جبال غمارة وهذه البلاد خصبة يملكها البربر المذكورون لكنهم خاضعون لبعض الأعراب الذين هم أقوى منهم وأكثرهم حبوبا ومواشي." حسب روايات ليون الإفريقي ومارمول فإن خرائب بني تاودة توجد بها ثلاث نافورات مع أحواض من الرخام ومقابر قديمة ولم يبق إلا حمام من فاس البالي. نقطة مهمة يجب الإشارة إليها في علاقة مع مارمول، فإنه وضع موضع بني تودة مدينة بابا أوليا كامبستري وعلى أمركو مدينة توكولوسيدا، وأوضح بأنه توجد بالأسوار الحجرية عدد من النقوش اللاتينية، وهذا ما يعطي فرضية وجود آثار رومانية بهذه القلعة بفاس البالي. 
مدينة أكلا: 
لم ترد عند المؤرخين ولا عند حفريات علماء الآثار باستثناء إشارة وردت عند كاربخال يقول فيها" يشاهد على ضفاف ورغة أثار مدينة قديمة أسسها أهل البلاد ودمرها خليفة القيروان الشيعي، لم يبق فيها قائما سوى الأسوار، يقام بالقرب من هنالك سوق كل سبت يقصده الأعراب والبربر من المنطقة وعدد من تجار فاس وغيرها لبيع بضائع البلاد وشرائها والأرض الزراعية حولها جميلة جدا، يقطنها أعراب وبربر ويعيشون في الخيام، وهناك عدد من الأسود لكنها جبانة لدرجة أن طفلا يطردها ويقولون بفاس إذا أرادوا أن يرموا أحدا بالجبن بأنه مثل أسد أكلا التي تأكل العجول أذنابها، وقد بقيت بعض الآبار داخل المباني يرتوي من مائها الذاهبون إلى السوق لعدم وجود الماء في هذه النواحي كلها".
 قصبة الحوانت:
 توجد بقبيلة بني زروال قرية كبيرة إن لم نقل مدينة يسميها السكان القصبة، يضاف إلى هذا اسم الدوار الواقع أسفل القصبة المعروف بالحوانت، تقع القصبة على منبسط تلي واقع على الحدود الزروالية الورياغلية من أرض بني فدين في الشمال الغربي لدوار الحوانت من فرقة أولاد القاسم الزروالية، تبلغ مساحة القصبة التقريبية عشرة هكتارات، وفي شرق القصبة ضريح ولي يدعى سيدي أحمد صاحب القصبة، ويحيط بالقصبة سور بقي منه جزء الواقع بالغرب ويمتد في اتجاه الشمال ليتجه نحو الشرق، ولا أثر للقصبة الخارجية إلا العين التي يحدد الناس مكانها في الطريق المار من دوار احجار بيوض ببني براهيم إلى الحوانت وتسملال ببني فدين من فرقة أولاد قاسم بالشرق. و إذا كان الحسن الوزان يتحدث عن وجود مدينة بالقبيلة " وفي هذا الجبل ( بني زروال) مدينة صغيرة متحضرة تحتوي على كثير من الصناع وتحيط بها أغراس كثيرة من الكروم وأشجار السفرجل والليمون تحمل ثمارها إلى فاس وتصنع من هذه المدينة كمية صالحة من الثياب وفيها قضاة ومحامون لأنه عندما يقام السوق يجتمع فيه اناس كثيرون من الجبال المجاورة ". فإن الباحث العربي الحمدي يرجح أن تكون هذه المدينة هي القصبة، فسورها سور إسلامي من خلال بنائه وداخلها مقبرة إسلامية وسوقها هو دوار الحوانت فيه مآثر إسلامية كالخصة على العين المطمورة والمسجد القديم ووجود بناء في شكل دكاكين وإن قيل عنها مراحيض ووجود دباغة الجلود بها. 
المدينة الباطنية كاف عروس: 
في الجناح الشرقي لبني زروال بين عين باردة وتمزكانة، في خط متواز مع جرف البهموت في مكان يسمى كاف عروس توجد هناك مدينة باطنية مغطاة بالأشجار والدواوير، ترجع تاريخ تأسيسها إلى عهود غابرة في التاريخ، لقد كانت الساكنة بين الفينة والأخرى تحاول اكتشاف هذه المدينة المجهولة، فقد تعرف طلبة ( المدارس القرآنية) هذه الناحية في بعض الكتب على أن كاف عروس تضم في باطنها ثروة مهمة من الذهب والفضة يتواجد بكثرة منذ العهد الروماني، مشيرين إلى عدد من الأشخاص الذين اغتنوا بفضل الكنوز التي وجدوها في هذه المغارة الضخمة ويشار أيضا أن عدد من المغامرين دخلوا هذه المغارة ولم يخرجوا منها قط... وتنتهي هذه المغارة ببحيرة عميقة من الصعب اجتيازها: جميع المغامرين توقفوا ليروا ما وراء تلك البحيرة: مبان، متاريس، منازل، إنها مدينة نائمة هنا منذ غابر الأزمان، شكلت الريح الهوجاء عائقا قويا في وجه كل من حاول اقتحامها، فهي تبعث الرهبة في النفوس، في هذه المغارة لقي عدد من المغامرين حتفهم الذين ذهبوا ضحية الطمع حيث أسال الذهب لعابهم ودخلوا إلى هذه المغارة من غير أن يخرجوا منها أبدا.... 
المدينة الأثرية مزراوة: 
على الضفة اليمنى لواد أمزاز يوجد مدشر كبير إنه مزراوة الذي ينقسم إلى شطرين: مزراوة العليا ومزراوة السفلى، تتوزع المساكن في اتجاه تدريجي انطلاقا من السفح الشرقي لأحد الجبال ضعيفة الانحدار. في قمة ذلك الجبل توجد آثار لمدينة كبيرة قديمة مزراوة توجد بوسط المدينة عين جارية مياهها الصافية التي تترامى حتى بساتين الناحية والتي تسقيها حتى في أحلك فترات الجفاف، كان يسكن في هذه المدينة قائد شجاع يسمى المزراوي، لكن هجوم كاسح من زعيم قبيلة رهونة سيعجل بنهاية هذه المدينة، فبعد أن اجتاحت قوات قائد رهونة أراضي بني زروال وقفت عند أسوار مدينة مزراوة وحاصرتها مدة طويلة، لم يجد القائد المزراوي حيلة من أجل فك هذا الحصار سوى قطع المياه عن الجنود المحاصرين ... فاستدعى لذلك رجلان يهوديان من تازة تكلفا بسد منبع عين مزراوة التي كانت تشكل عصب الحياة بهذه المدينة... فانقطعت بذلك المياه عن الجنود المحاصرين ففكوا الحصار. فنجح بذلك القائد المزراوي في تجنب اجتياح المدينة لكن حيلته كانت سيفا ذو حدين، إذ مباشرة بعد ذهاب الجيش المحاصر أراد إرجاع المياه إلى مجاريها عن طريق نفس الرجلين اليهوديين، إلا أنهما فشلا في ذلك. فأصبحت الحياة مستحيلة في هذه المدينة، حيث هاجرها سكانها في اتجاهات عدة: بني زروال، مزيات، الجاية.... فأصبحت مدينة مهجورة ومندرسة بمساجدها وأبنيتها سرعان ما عفا عنها الزمن فتغير بذلك شكلها كلية... وأصبحت خرائب مزراوة أحباس على الزاوية الحمومية. يقال بأن هذه المدينة تم هجرها منذ أربعة قرون خلت، لكن يجهل تاريخ تأسيسها وهناك من يرجع ذلك إلى العهد الروماني، وقد تم اكتشاف من بين خرائبها منجم للنحاس مهجور ولذلك فإن لونها يميل إلى الاصفرار بلون النحاس. يبقى السؤال في الأخير كيف تحول إقليم تاونات من إقليم عرف ازدهار المدن في العصور السابقة إلى إقليم يغلب عليه الطابع الريفي؟ كما يجب الإشارة أن الإقليم حاليا لا يستفيد من هذه المآثر التاريخية في إنعاش السياحة المحلية، فبعض هذه المآثر تركت لوحدها تقاوم التهميش، فمنها من أصبحت في خبر كان إما بسبب عوامل بشرية أو طبيعية أو ظرفية ( فاس البالي التي غمرتها مياه سد الوحدة)، ومنها من ترقد في دهاليز النسيان ومشرفة على الاحتضار ( قلعة أمركو). 
مدينة صدينة:
 تمكن فريق من الباحثين المغاربة والأجانب مؤخرا من اكتشاف مدينة أثرية ٬عند سفح ( جبل صدينا ) قرب تيسة بإقليم تاونات ٬تمتد على مساحة تقدر ب 10 كلم مربع . ويعتقد أن هذه المدينة التاريخية القديمة التي تم اكتشافها بـمنطقة صدينة تعود إلى القرن التاسع الميلادي في حين أن بعض الآثار والرسوم والنقوش وبعض اللقى التي تم العثور عليها بنفس الموقع تعود إلى فترة ما قبل التاريخ . وتظهر الصور التي تم التقاطها من طرف فريق البحث العلمي لهذا الموقع التاريخي أن هذه المدينة القديمة كانت بها دور سكنية وحائط ومعصرة تقليدية للزيتون ومطحنة للحبوب بالإضافة إلى صهريج ماء كان يغطي حاجيات المرافق والدور السكنية بالمياه وكذا لسقي الحقول أي كل المقومات التي تجعل منها مدينة نشيطة آهلة بالسكان وتتوفر على ركيزة اقتصادية. يبقى السؤال في الأخير كيف تحول إقليم تاونات من إقليم عرف ازدهار المدن في العصور السابقة إلى إقليم يغلب عليه الطابع الريفي؟ كما يجب الإشارة أن الإقليم حاليا لا يستفيد من هذه المآثر التاريخية في إنعاش السياحة المحلية، فبعض هذه المآثر تركت لوحدها تقاوم التهميش، فمنها من أصبحت في خبر كان إما بسبب عوامل بشرية أو طبيعية أو ظرفية ( فاس البالي التي غمرتها مياه سد الوحدة)، ومنها من ترقد في دهاليز النسيان ومشرفة على الاحتضار ( قلعة أمركو).
 بعض المراجع والمصادر:
 - Evanriste Levi, Les ruines Almoravides du pays de l’ourgha, Bulletin Archéologique, 1918, p 194.
مارمول كربخال، إفريقيا، ترجمه عن الفرنسية مجموعة من الأساتذة، دار نشر المعرفة، بيروت 1989 ج 2 ، ص 193.
الناصري، الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، ج 1 طبعة القاهرة، ص 109.
مجهول، الاستبصار في عجائب الأمصار، نشر وتعليق سعد زغلول عبد الحميد، دار النشر المغربية، الدارالبيضاء 1985، ص 190. الإدريسي، نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، تحقيق محمد حاج صادق، 1983 ص 110.
 ابن أبي زرع ، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، تحقيق كارل يوحن تورنبرغ 1833، ص 137.
الحسن الوزان، وصف إفريقيا، ترجمة محمد حجي ومحمد الأخضر، دار الغرب الإسلامي، بيروت 1983، ج 1، ص، 262.
 العربي حمدي، أهمية المصادر المادية والشفوية في إضاءة تاريخ بني زروال: موضوع التدخل الفرنسي نموذجا، ضمن ندوة البادية المغربية، منشورات كلية الأداب الرباط، صص 218- 244).
 12- Auguste Mouliéras, Le Maroc Inconnu, 1899 ;T 2p 81. <![endif]-->


الجمعة، 1 يوليو 2016

العدد الرابع من مجلة ليكسوس الالكترونية ـ عدد يوليوز 2016م


لتحميل العدد الرابع اضغط هنـــــا 
كلمات المفاتيح: 
 الحركة الوطنية في المنطقة الخليفية ـ التاريخ البحري - المغاربة في الحرب العالمية الثانية- الجغرافيا- بني زروال- مقاومة احاحان للاحتلال الفرنسي- التاريخ :قضايا وإشكالات- مملكة زافون- التّجار المكيين 
موضوعات العدد الرابع:
 ـ لمياء محمد شرف الدين،مساهمة التّجار المكيين في النشاط الزراعي في المدينة (1-23 ه/ 622-643م) ص:6 
ـ تاديوش لوفيتسكي "دولة سودانية وسيطة غير معروفة: مملكة زافون(و)"،ترجمة: أ/ عبد القادر مباركية. ص:28 
ـ خالد أوعسو،الجزء الثاني:التاريخ :قضايا وإشكالات. ص:52 
 ـ محمد أبيهي،مقاومة احاحان للاحتلال الفرنسي وأحداث دار لوضا. ص:61 
ـ نور الدين أغوثان، بني زروال في ذاكرة المستكشفين الأوربيين. ص:71 
ـ فيصل فاتح،أهمية العلوم الإنسانية و سبل تفعيلها في خدمة المجتمع- تخصص الجغرافيا نموذجا- ص:81 
 ـ فاطمة حيدة،مساهمة المغاربة في الحرب العالمية الثانية:مجندو إيموزار مرموشة نموذجا ص:101 
ـ نورالدين احميان،سلوان وقلعتها خلال بداية ق 20م. ص:110 
 ـ عمر عمالكي،التاريخ البحري. ص:126 ـ
 وليد موحن، لمحات عن مسار الحركة الوطنية في المنطقة الخليفية. ص:146