الجمعة، 27 نوفمبر 2015

عبد الرزاق السعيدي،الدولة العثمانية بشمال إفريقيا: من الجهاد بإسم الدين إلى الاحتلال بإسم مصلحة الأمة.


الأهداف السياسية والاقتصادية للعثمانيين في المجال المغاربي: اتخذت الدولة العثمانية من الدين الإسلامي غطاء لتوجهاتها السياسية لدرجة يمكن معها القول إن تاريخ آل عثمان، بما فيه من حسنات وسيئات، يعد في الواقع إحدى الحلقات الهامة من تاريخ المجال الإسلامي عموما، ونظراً لأن الوطنية حتى بدايات القرن الماضي كانت مرتبطة إلى حد بعيد بالدين، فلم ينظر العرب إلى الدولة العثمانية في ذلك الوقت على أنها دولة مغتصبة أو مستعمرة لبلادهم كما يتردد ذلك لدى بعض الباحثين في الوقت الحالي، خاصة وأن العاطفة الدينية الإسلامية كانت أكثر تأثيراً في نفوس رعايا الدولة من العاطفة القومية( ). 

وبهذه الواجهة الشرعية فرض الأتراك أنفسهم على المجال برمته، واعتبرهم العرب أصحاب أياد بيضاء في رفع شأن الإسلام في أوربا ونشره في العديد من البلدان لدرجة أن الأفراح والزينات كانت تقام في العديد من العواصم الإسلامية عقب كل انتصار يحرزه العثمانيون، وكان المسلمون في شتى البلدان يعتبرون السلطان العثماني خليفة رسول الله( ) والأب الروحي للمسلمين الذي يجب عليهم طاعته، ويرون المحافظة على الدولة العثمانية ثالث العقائد بعد الإيمان بالله ورسوله، ونتيجة لذلك أطلق السكان العرب على القوات العثمانية المرابطة في بلادهم اسم الحامية العثمانية ولم يطلقوا عليها جيش الاحتلال العثماني، كما أن أحد المفكرين المسلمين وهو الشيخ محمد عبده وصفها بأنها الحافظة لسلطان الدين، وأن المحافظة عليها يعد ثالث العقائد بعد الإيمان بالله ورسوله . وفي ظل هذا الشعور، وجهت الدولة العثمانية سياستها. فنظرالعثمانيون إلى أنفسهم على أنهم مسلمون قبل كل شيء، لدرجة أن قال عنهم المؤرخ المصري عبد الرحمن الجبرتي إنهم اهتموا »بإقامة الشعائر الإسلامية والسنن المحمدية، وتعظيم العلماء وأهل الدين،وخدمة الحرمين الشريفين، والتمسك في الأحكام والوقائع بالقوانين والشرائع« ( ).

وإلى جانب ذلك، نظرت أوربا إلى توسعاتهم على أنها فتوح إسلامية( ). وحتى تتضح الصورة، ينبغي أن نقسم أدوار الحكم العثماني إلى مرحلتين أساسيتين: مرحلة القوة وهي المرحلة التي شيد فيها العثمانيون دولتهم في ظل روح الجهاد الديني التي كانت غالبة عليهم والتي مكنتهم من فرض سيطرتهم على مناطق كبيرة في آسيا وأوربا وإفريقيا ( المجال المغاربي تحديدا )، ومرحلة الضعف التي تميزت بالتخبط السياسي وبالهزائم العسكرية المتلاحقة والتي استمرت حتى سقوط الخلافة( ). أما في المرحلة الأولى، فقد كان ولاء الدولة العثمانية يتجه ناحية الدين الإسلامي شكلاً ومظهراً. فاهتم السلاطين بإضفاء الألقاب الدينية بجانب أسمائهم مثل لقب حامي حمى الحرمين الشريفين، ولقب خليفة، كما حرصوا على تطبيق الشريعة الإسلامية تطبيقاً صارماً. وأخضعوا رعاياهم غير المسلمين لنظام الملل.وكان الدين والدولة عندهم أمراً واحداً، وكان الطابع الديني الإسلامي بمثابة السمة الواضحة في تشريعات الدولة وفتوحاتها. ويؤكد ذلك "قانون نامــه" الذي وضعه السلطان سليمان القانوني، والذي التزم بمبادئ الشريعة الإسلامية، كما يؤكده ما كان للهيئة الإسلامية من مركز مرموق. فكان يطلق على رئيسها المفتي أو مفتي إستانبول، ثم أطلق عليه شيخ الإسلام. 

وكان المفتي يصدر فتوى تجيز الحرب التي خاضتها الدولة دفاعاً أو هجوماً وعقداً للصلح( ). ومن هنا دخل العثمانيون، باسم الإسلام، العديد من الأمصار التي لم تطأها قدم مسلم من قبل. وباسم الإسلام، فتح محمد الثاني القسطنطينية عاصمة الدولة البيزنطية في عام 857 هـ/1453م، ( ). ولم تتوقف جهود الفاتح على ذلك، بل استطاع القضاء على الإمارات المسيحية في الأناضول وتحويل آسيا الصغرى كلها إلى مناطق عثمانية . وباسم الإسلام، تردد في القوانين العامة التي أصدرها السلاطين،وفي مراسيم التنظيمات العثمانية ما يؤكد حرص الدولة على الظهور بمظهر المدافع عن الشريعة الإسلامية والمتبني لأحكامها. وباسم الإسلام، استولى السلطان سليمان القانوني على بلجراد ورودس وبودابست ووصلت قواته إلى فيينا آخر نقطة وصل إليها العثمانيون في فتوحاتهم بأوربا. وباسم الإسلام، أوقفت الدولة العثمانية المخطط الأوربي "الصليبي" الذي كان يستهدف دخول البرتغاليين البحر الأحمر، والاستيلاء على جدة، والزحف على مكة ، ومواصلة الزحف إلى تبوك وصولاً إلى بيت المقدس حيث المسجد الأقصى وقبة الصخرة. فقامت الدولة العثمانية بوضع خطة جديدة تمثلت في اتخاذ الموانئ اليمنية ـ خصوصاً عدن ـ خط دفاع لمهاجمة المراكز البرتغالية في الهند، والدفاع عن سواحل البحر الأحمر لأهداف إقتصادية وسياسية واضحة. ولأهداف إقتصادية وسياسية قامت الدولة العثمانية بتوحيد أقطار العالم الإسلامي في إطار سياسي واحد، وتأليف جبهة إسلامية واحدة بعد أن كانت كيانات متنافرة، وتكاد تكون متباعدة بين بعضها منذ أن تلاشت الوحدة الإسلامية نتيجة ضعف الخلافة وسقوطها في عام 656 هـ على يد المغول، وأصبحت رابطة المصلحة هي الرابطة الأساسية فيما بين البلاد العربية من جهة وبينها وبين الدولة العثمانية من جهة أخرى. 

وتدخلت الدولة العثمانية لنجدة أهالي الخليج العربي الذين طلبوا منها المعاونة في عام 857 هـ/ 1550م، لمواجهة الخطر البرتغالي على بلادهم. فبعث السلطان سليمان القانوني بحملات منظمة من السويس إلى الخليج العربي لمساعدتهم، وسار على نهجه بقية السلاطين من بني عثمان حتى عام 989 هـ/ 1581م. واستطاعت هذه الحملات أن تنزل العديد من الهزائم بالبرتغاليين. وللمصلحة السياسية والإقتصادية، تقدم العثمانيون لمساعدة سكان المجال المغاربي في الصراع الدائر مع الإسبان والبرتغاليين الذين حاولوا احتلال هذه الأقاليم وتحويلها إلى مستعمرات تابعة لهم، فأعلن السلطان سليم الدعوة إلى "الجهاد" في شمال أفريقية، وأمر بتكوين كتائب المجاهدين،حتى لاتفوت فرصة الصراع حول البحر الأبيض المتوسط بين الأوربيين الأخذيين في التحول نحو الحداثة والبناء الرأسمالي ودول المجال المغاربي الأخذة في الإنكماش والتراجع. 

وبناء عليه ساندت الدولة العثمانية أهالي طرابلس في مقاومة الخطر الأوربي على بلادهم، بعد أن أرسلوا إلى السلطان سليمان القانوني يلتمسون منه التدخل لإنقاذهم لتحرير بلادهم من الإسبان الذين استولوا عليها. وقد أرسل السلطان سليمان قواته للتنافس على هذه البلاد الإسلامية حتى استقرت الأمور هناك، وباسم الإسلام، قام العثمانيون بملاحقة فرسان القديس يوحنا وطردهم من رودس، ثم من ليبيا عام 1551 م، وكذلك قاموا بكسر شوكة الإسبان في حوض البحر المتوسط الغربي. وإذا كان الجندي العثماني لا يتميز بسرعة اندماجه مع الأهالي، فإن طول مدة إقامة الحاميات العثمانية في عدد من الأقاليم البعيدة عن عاصمة الدولة، وخاصة في شمالي أفريقية كان يسمح بنوع من الاندماج والمصاهرة حسبما رأى جلال يحي. كل ذلك جعل العالم الإسلامي ينظر إلى أعمال العثمانيين على أنها مفخرة للإسلام والمسلمين، وأن زعامتهم للعالم الإسلامي أدّت إلى إعلاء شأن الشريعة الإسلامية وإعلاء شأن المسلمين. ولكن حسبما يبدو أخفت المصالح البراكماتية السياسية والاقتصادية كما هو الحال دائما في مجرى العلاقات الدولية إلى يومنا هذا، هذا عن المرحلة الأولى. أما في المرحلة الثانية وهي فترة ضعف الدولة العثمانية ومحاولاتها استغلال الوازع الديني في نفوس المسلمين لصالح سياستها، فقد استغل الأتراك الخلافة واجهة شرعية وحاولوا باسم الدين فرض هيمنتهم ومصالحهم، وفي ما يلي نضرب بعض الأمثلة على ذلك:

 1 ـ استغلال السلطان العثماني لتأثيره الديني في إضعاف صورة محمد علي أمام المسلمين أثناء حروب الشام، فبعد نجاح قوات محمد علي في اقتحام أسوار عكا، أعلن السلطان خيانة محمد علي للدولة ومروقه عن الدين، كما قام بتجريده من منصبه وإباحة دمه، مما جعل بعض علماء المسلمين يصبون لعناتهم على محمد علي ويتهمونه بالخروج على طاعة السلطان، رغم الدور الرائد لمحمد علي في منافسة القوى الاستعمارية، وخاصة الإنجليزية والرفع من قيمة مصر في المجال المتوسطي، كذلك استصدر عبد الله باشا والي عكا من العلماء ورجال الدين فتوى تتضمن أن من يمت من عساكر محمد علي مصيره النار، ومن يمت من عساكره مصيره الجنة، وقد استند علماء عكا في إصدار هذه الفتوى على ما أصدرته الدولة العثمانية من أن محمد علي وإبراهيم قد خانا الدولة، ومرقا عن دين الله.

 2 ـ استغلال الدول الأوربية، خصوصاً إنجلترا وفرنسا، ضعف الدولة العثمانية ومدى تأثير السلطان الديني في نفوس المصريين، فأوعزت إلى السلطان العثماني بعزل الخديوي إسماعيل بعد أن رفض النزول عن العرش وفقاً لمشيئة الإنجليز، ووافق السلطان على طلبهم، وبذلك انتهى حكم إسماعيل، وتولى توفيق الحكم مكانه في 26 يونيو 1879( ). 

3 ـ في مواجهة للتدخل الأجنبي في شؤون العالم الإسلامي وإزاء الموقف المتدهور الذي عانى منه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، تبنى السلطان عبد الحميد فكرة الجامعة الإسلامية التي نادى بها السلطان كمال، وجمال الدين الأفغاني،بهدف جمع شمل البلاد الإسلامية في مشارق الأرض وفي مغاربها، كما قرب العرب إليه وعمل على جمع كلمة رعاياه حول هدف واحد هو "الإسلام". 

4 ـ رغبة السلطان العثماني في جذب قلوب المسلمين إليه، وفي أن يظهر أمام العالم الإسلامي بمظهر الخليفة القائم برعاية مصالحهم، فدعا إلى مشروع ديني تم تغليفه بإطار سياسي وهو إنشاء سكة حديد الحجاز، وكان الهدف الديني من هذا المشروع هو إيجاد وسيلة سفر أكثر أماناً لحجاج بيت الله الحرام، بينما كان الهدف السياسي منه هو إحكام قبضة القوات العثمانية على الحجاز عن طريق إمدادها بالنجدات العسكرية للقضاء على الاضطرابات هناك في أقصر وقت. 

والواقع أن الاحتلال العثماني للوطن العربي، كان احتلالاً مقنعاً باسم الدين، وأنهم اتخذوا من الوشيجة الدينية التي كانت تربط المسلمين ستاراً لتنفيذ أغراضهم السياسية. وظلت الأمور على هذا المنوال حتى قام كمال أتاتورك باتخاذ الإجراءات التي باعدت بين الدولة والإسلام والتي كان أبرزها الفصل بين السلطنة والخلافة في أول نوفمبر 1922. بل وأعقب ذلك إلغاء منصب شيخ الإسلام، ثم إلغاء الخلافة في الثالث من مارس 1924. 


[1] - عبد المنعم إبراهيم الجميعي : " دور الين في التوجه السياسي للدولة العثمانية " جامعة القاهرة مصر، مجلة التاريخ العربي ، ع 54، 55.

- - 2 حول انتقال الخلافة إلى عثمان، انظر: محمد أنيس، الدولة العثمانية والشرق العربي (1514 ـ 1914)     المطبعة الأنجلو مصرية القاهرة 1985، ص. 12



  - 3 عبد الرحمن الجبرتي، عجائب الآثار في التراجم والأخبار، ج 1،المطبعة الشرفية القاهرة 1322ه، ص. 21

 -4 للتفاصيل، انظر: Bernard Lewis, The Emergence of Modern Turkey, London, 1968

5- Marcel peyrouton: Histoire général du Maghreb.op cit.p p 126.

-6 عبد العزيز الشناوي، الدولة العثمانية، ج 1،المطبعة الأنجلو مصرية ، القاهرة 1980،ص. 74.



-7 كارل بروكلمان، تاريخ الشعوب الإسلامية، ترجمة نبيه أمين وأخرون ، دار العلم للملايين بيروت،1979،ص. 427 ـ 428.



8-  جورج يانج: " تاريخ مصر في عهد المماليك إلى نهاية حكم إسماعيل" ترجمة علي شكري ، القاهرة، السنة 1934 ، ص. 568.


السبت، 14 نوفمبر 2015

الحركات الاستقلالية بالجزائر وتونس وليبيا


مقدمة : استعمرت فرنسا كل من الجزائر سنة 1830 وتونس سنة 1881 بينما احتلت إيطاليا ليبيا سنة 1911. فما هي ظروف نشأة الحركة الوطنية في كل من الجزائر وتونس وليبيا وما هي مميزات هذه الحركة الوطنية في فترة ما بين الحربين وفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية:
 Iعوامل ظهور الحركة الوطنية بالجزائر وتونس وليبيا :
1-يعتبر الاستغلال الاستعماري من أهم عوامل نشأة الحركة الوطنية : *كانت السلطة الفعلية في يد الإدارة الاستعمارية سواء في تونس التي خضعت لنظام الحماية أو الجزائر وليبيا اللتين خضعتا للحكم المباشر. 
* توافد على البلدان الثلاثة فرنسيون وإيطاليون ومالطيون، وشكل هؤلاء المعمرون الأوروبيون أقلية لكنهم استحوذوا على نسبة مهمة من الثروات الوطنية للمستعمرات
* في المقابل عاني الأهالي من ثقل الضرائب وأعمال السخرة وتعسفات رجال السلطة وفقد الفلاحون أراضيهم الخصبة لفائدة الأوروبيين وعملاء الاستعمار .كما تعرض الحرفيون والتجار للإفلاس ، في ظل هذه المعطيات تزايد سخط أغلب طبقات الشعب اتجاه الاستعمار مما ساعد على ظهور الحركة الوطنية .
 2-ساهمت عوامل أخرى في نشأة الحركة الوطنية :
 * خيب مؤتمر السلام العالمي بباريس (1919 ) آمال المستعمرات في حصولها على الاستقلال ، لهذا أسس عبد العزيز الثعالبي الحزب الدستوري التونسي في نفس الوقت أنشأ الأمير خالد ( حفيد الأمير عبد القادر الجزائري ) كتلة المنتخبين المسلمين الجزائريين. * في سنة 1922 قام النظام الفاشي في إيطاليا الذي قرر تعزيز النفوذ الاستعماري في ليبيا متبعا أساليب همجية. لهذا فر إدريس السنوسي إلى مصر، فظهر عمر المختار كزعيم للمقاومة المسلحة.
 * كان للحرب الريفية أثر فعال على الحركة الوطنية في باقي بلدان المغرب العربي. 
 II خصائص الحركات الوطنية بكل من الجزائر وتونس وليبيا في فترة ما بين الحربين: 1-تعددت تيارات الحركة الوطنية بكل من الجزائر وتونس وليبيا :
 * تزعم فرحات عباس التيار المطالب بإدماج الجزائر في فرنسا لتحقيق التحرر السياسي والاقتصادي غير أن هذه الفكرة عارضها بشدة زعيم الاتجاه السلفي عبد الحميد باديس الذي أنشأ جمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي أكدت على التشبث بالهوية الجزائرية والعقيدة الإسلامية واللغة العربية.كما أنشأ مصالي الحاج حزب نجمة شمال إفريقيا الذي طالب باستقلال بلدان المغرب العربي ،لهذا تم حله من طرف الاستعمار فظهر من جديد تحت اسم حزب الشعب.
 * في مطلع القرن 20 ظهرت الحركة الوطنية التونسية حيث أسس المحامي باشا حامبه " تونس الفتية" الذي طالب بالاستقلال فتم حله من طرف السلطات الاستعمارية .وقام على أنقاضه " الحزب الدستوري" الذي أسسه عبد العزيز الثعالبي سنة 1920 .وساهمت مخلفات الأزمة الاقتصادية العالمية في تهيئ المناخ السياسي الذي أفرز ميلاد الحزب الدستوري الجديد بزعامة " الحبيب بورقيبة " الذي طرح ثلاثة مبادئ هي الوطنية والعلمانية والليبرالية. 
* تزعم عمر المختار المقاومة المسلحة لمواجهة الاحتلال الإيطالي لليبيا متبعا أسلوب حرب العصابات ومتخذا منطقة برقة(وخاصة الجبل الأخضر) قاعدة لحركته وتمكن من إلحاق عدة هزائم بالجيش الإيطالي الذي كان يقوده كرازياني قبل أن يتم اعتقاله وإعدامه شنقا سنة 1931. 2-تطور الحركة الوطنية في الجزائر وتونس من خلال برامجها السياسية : 
* تقدم كل من الحزب الدستوري التونسي ( سنة 1920) وحزب نجمة شمال إفريقيا( سنة 1933) بمطالب إصلاحية من أبرزها: - تأسيس برلمان وحكومة وطنية. - إقرار الحريات العامة وضمنها حرية الصحافة. -المساواة بين السكان المحليين والمعمرين الأوروبيين. - إجبارية التعليم وجعله باللغة العربية. - تحسين الوضعية المادية للسكان المحليين.
 * في سنة 1934 تقدم الحزب الدستوري الجديد ببرنامج إصلاحات يتضمن نفس المطالب
 * حدد المؤتمر الجزائري مطالبه الإصلاحية سنة 1937 مستغلا وصول الجبهة الشعبية إلى الحكم في فرنسا . غير أن السلطات الاستعمارية رفضت كل هذه المطالب وقامت بحل الأحزاب الجزائرية والتونسية وباعتقال الزعماء الوطنيين. 
 III تحول مواقف الحركة الوطنية من الاستعمار بعد الحرب العالمية الثانية في كل من الجزائر وتونس وليبيا: 
1-أدت تطورات ما بعد الحرب إلى استقلال ليبيا:
 * في الطور الأول من الحرب العالمية الثانية تعرضت ليبيا لغزو القوات النازية الألمانية . وفي الطور الثاني تم تحريرها من طرف القوات الإنجليزية التي شارك إلى جانبها مشاركة رمزية إدريس السنوسي .و بعد نهاية هذه الحرب تقدمت الدول الغربية بمشروع تقسيم ليبيا إلى مناطق نفوذ أجنبي : انجليزي ، فرنسي، أمريكي فقام الشعب الليبي بثورات عارمة ، وبالتالي قررت هيئة الأمم المتحدة منح ليبيا الاستقلال (سنة 1951 ) حيث تأسست المملكة الليبية بقيادة إدريس السنوسي. 2-أمام تصاعد الكفاح الوطني استقلت تونس سنة 1956: 
*إلى جانب الظروف الدولية المتمثلة في انهزام فرنسا أمام ألمانيا وصدور الميثاق الأطلسي وتأييد الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية لمبدأ تقرير المصير وتأسيس هيئة الأمم المتحدة ، ساهمت عوامل داخلية في الانتقال إلى المطالبة بالاستقلال من أبرزها تأسيس الاتحاد العام التونسي من طرف الزعيم النقابي فرحات حشاد وتزايد الاستغلال الاستعماري. 
*في سنة 1946 أصدرت القوى السياسية والنقابية التونسية الميثاق الوطني الذي تضمن المطالبة بالاستقلال. *أمام فشل المفاوضات بين الوطنيين التونسيين بزعامة الحبيب بورقيبة والحكومة الفرنسية ،انطلق الكفاح المسلح الذي عرف باسم ثورة الفلاكة والذي تمثل في العمليات الفدائية ضد المعرين وعملائهم. 
*عجلت هزيمة الفرنسيين أمام الفيتناميين في معركة ديان بيان في أبريل 1954 باستئناف التفاوض بين الفرنسيين والتونسيين الذي أدى في البداية إلى توقيع الاتفاقية الفرنسية التونسية سنة 1955 التي نصت على منح تونس الحكم الذاتي .غير أن جيش التحرير التونسي رفض هذا الشكل من الاستقلال وقرر متابعة الكفاح المسلح فاضطرت فرنسا إلى الاعتراف باستقلال تونس في 20 مارس 1956. 3-آلت الثورة الجزائرية الكبرى إلى استقلال البلاد: 
* إلى جانب الظروف الدولية المحددة سابقا ،عرفت الجزائر تطورات داخلية من أبرزها الأحداث الدامية التي شهدتها بعض المدن الجزائرية ( مثل اسطيف ) سنة 1945. و تم إصدار بيان الشعب الجزائري سنة 1943. 
* في ظل هذه المعطيات انتقلت الحركة الوطنية الجزائرية إلى المطالبة بالاستقلال، لكنها عانت من كثرة الانقسامات السياسية ورفض السلطات الاستعمارية الاستجابة لمطالب الوطنيين. فكان البديل هو اللجوء إلى الكفاح المسلح. وهكذا اندلعت في نونبر 1954 الثورة الجزائرية الكبرى التي استغرقت ثمان سنوات والتي خلفت مليون شهيد و ألحقت خسائر بشرية ومادية بالمصالح الاستعمارية ، وقد تولت جبهة التحرير الوطني تنظيم العمليات الفدائية خلال هذه الثورة في نفس الوقت تشكلت الحكومة الجزائرية في المنفى ( في القاهرة ) 
* في ظل هذه الظروف اضطرت فرنسا إلى التفاوض مع الوطنيين الجزائريين وعقد اتفاقية ايفيان في مارس 1962 بموجبها نظم استفتاء شعبي في يوليوز من نفس السنة كانت نتيجته لفائدة استقلال الجزائر. 
 خاتمة :بعد الاستقلال واجهت بلدان المغرب العربي مشاكل التخلف الاقتصادي و الاجتماعي ، بالإضافة إلى مشاكل الحدود. 
 شرح العبارات : الحكم المباشر. :انفراد الإدارة الأجنبية بالحكم بعد إقصائها للإدارة الوطنية أعمال السخرة: أعمال إجبارية و بدون أجر الجبهة الشعبية : حكومة يسارية فرنسية

القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي


مقدمة: بعد الحرب العالمية الثانية تأسست إسرائيل فقام الصراع العربي الإسرائيلي، و تصاعدت المقاومة الفلسطينية . و في أواخر القرن 20 انطلقت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. - ما هي ظروف قيام إسرائيل ؟ - ما هي مظاهر الصراع العربي الإسرائيلي في الفترة 1948 -1973؟ و التحول الذي عرفه هذا الصراع بعد سنة 1973 ؟ - ماذا عن انتفاضة أطفال الحجارة، و المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ؟ 
قيام إسرائيل واندلاع الصراع العربي الإسرائيلي بعد الحرب العالمية الثانية : مهد تقسيم فلسطين لقيام إسرائيل : 
* في سنة 1947 أصدرت هيأة الأمم المتحدة مشروع تقسيم فلسطين إلى دولتين الأولى عربية فلسطينية والثانية يهودية صهيونية مع وضع القدس تحت النفوذ الدولي. و قد رفض الفلسطينيون وجامعة الدول العربية هذا المشروع الذي قبله الصهاينة
 * بمجرد انتهاء الانتداب البريطاني على فلسطين في منتصف ماي 1948 أعلن الصهاينة عن تأسيس دولة إسرائيل في الجزء المخصص لليهود حسب تقسيم 1947 .

 *يعتبر بن غوريون المؤسس الفعلي لدولة إسرائيل التي اعترفت بها الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية التي التزمت بدعمها اقتصاديا وعسكريا ودبلوماسيا . ومنذ التأسيس قامت دولة إسرائيل على ثلاث أسس : العنصرية والإرهاب ( المذابح والاغتيالات ) والتوسع. قامت عدة حروب بين العرب وإسرائيل في الفترة 1948-1973: 

* حرب 1948-1949 ( نكبة أو نكسة فلسطين) :أعلنت بعض الدول العربية ( مصر – الأردن – سوريا- العراق ولبنان) الحرب على إسرائيل غير أن هذه الأخيرة حظيت بدعم غربي و خاصة أمريكي، وبالتالي تمكنت من الخروج منتصرة من هذه الحرب ورفعت حصة احتلالها للأراضي الفلسطينية من 57 % إلى 77 %

 * العدوان الثلاثي ( الانجليزي الفرنسي الإسرائيلي ) على مصر سنة 1956 بعدما أممت هذه الأخيرة شركة قناة السويس .

 * حرب 1967 ( حرب الستة أيام – حرب حزيران) : في يونيو 1967 قامت الحرب بين دول الطوق وإسرائيل التي حققت نصرا كاسحا حيث استكملت سيطرتها على الأراضي الفلسطينية باستيلائها على الضفة العربية وقطاع غزة بالإضافة إلى احتلال منطقة سيناء في مصر وهضبة الجولان بسوريا. و في أعقاب هذه الحرب أقر مجلس الأمن القرار 242.

 * حرب أكتوبر 1973 : التي شهدت نوعا من التوازن بين مكتسبات القوى المتحاربة خاصة بين الجيش المصري الذي حطم جدار برليف و الجيش الاسرائيلي الذي أحدث ثغرة الدفرسوار. تأسست منظمة التحرير الفلسطيني لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي : قرر المؤتمر العربي المنعقد بالقاهرة سنة 1964 تنظيم الشعب الفلسطيني وتمكينه من القيام بدوره في تحرير وطنه. وعلى ضوء ذلك تأسست في نفس السنة منظمة التحرير الفلسطيني التي عملت على تعبئة الشعب الفلسطيني وإشراكه في الثورة المسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي ،والتي تولى رئاستها منذ سنة 1969 ياسر عرفات .وقد ضمت هذه المنظمة حينئذ بعض الفصائل منها حركة فتح والجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية. التحول الذي عرفه الصراع العربي الإسرائيلي بعد حرب 1973: تم الاعتراف الدولي بحقوق الشعب الفلسطيني : 

*عقدت الدول العربية عدة مؤتمرات لمساندة القضية الفلسطينية :حيث أصدرت قرارات من أبرزها الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطيني كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني ومواجهة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي والمطالبة بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967. 

*على ضوء ذلك، أصدرت هيأة الأمم المتحدة قرارا حول قضية فلسطين يؤكد على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وفي الاستقلال والسيادة وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم . و قد انضمت منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1974 إلى هيأة الأمم المتحدة بصفة مراقب. أبرمت اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل : 

*في شتنبر 1978 تم التوقيع على اتفاقية كامب ديفيد التي تضمنت انسحاب إسرائيل من سيناء المصرية وحق مرور السفن الإسرائيلية في الممرات البحرية الدولية ( كقناة السويس) وتطبيع العلاقات بين مصر وإسرائيل. اندلاع انتفاضة أطفال الحجارة وانطلاق مفاوضات " الأرض مقابل السلام ": تعززت انتفاضة أطفال الحجارة بإعلان قيام الدولة الفلسطينية : 

* اندلعت في دجنبر 1987 انتفاضة أطفال الحجارة في قطاع غزة والضفة الغربية: حيث تمت مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الأمن والجيش الإسرائيلي . واستغرقت هذه الانتفاضة سبع سنوات مخلفة ما يناهز 1400 شهيد ربعهم من الأطفال. 

* أدت هذه الانتفاضة إلى تأسيس حركة حماس بزعامة الشيخ أحمد ياسين ، و الإعلان (في نونبر1988 ) عن قيام دولة فلسطينية رفضت الدول الغربية الاعتراف بها . انطلقت مفاوضات الأراضي مقابل السلام في مؤتمر مدريد 1991 : 

* تلخصت الظروف التاريخية لانطلاق عملية السلام في النقط الآتية: - التراجع الإستراتيجي العربي بعد تطبيع العلاقات المصرية الإسرائيلية وخروج المقاومة الفلسطينية من لبنان سنة 1982. - حرب الخليج الثانية التي أدت إلى إضعاف العراق بعد غزوها من طرف الحلفاء سنة 1991. - بروز نظام القطبية الواحدة بعد انهيار الكتلة الشرقية وتفكك الاتحاد السوفياتي - الضغوط الأمريكية لإيجاد حل سلمي للصراع العربي الإسرائيلي. 

* في 30 أكتوبر 1991 انعقد مؤتمر مدريد تحت رعاية الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفياتي بمشاركة أطراف الصراع ( فلسطين والأردن وسوريا ولبنان وإسرائيل ). وقرر هذا المؤتمر إجراء مفاوضات صنفت إلى نوعين هما : - مفاوضات ثنائية انطلقت بمدريد في نونبر 1991 أدت إلى توقيع معاهدة السلام بين الأردن وإسرائيل سنة 1994 وإلى عقد اتفاقية أوسلو الفلسطينية الإسرائيلية سنة 1993. - مفاوضات متعددة الأطراف: بدأت في موسكو سنة 1992 واهتمت بدراسة القضايا الشائكة كقضية اللاجئين الفلسطينيين والمياه والأمن والتسلح. 
 تطورات القضية الفلسطينية بعد 1991 وامتداداتها الراهنة : عقد اتفاق أوسلو بين الفلسطينيين وإسرائيل (سنة 1993) : تضمن هذا الاتفاق مشروع الحكم الذاتي في جزء من الضفة الغربية وقطاع غزة ، ونقل بعض الاختصاصات الاجتماعية والمالية للمجلس الفلسطيني (برلمان)،وتكوين شرطة فلسطينية تعمل على مواجهة ما سمي بالعنف والإرهاب، مع تأجيل التفاوض بشأن القدس واللاجئين الفلسطينيين والمستوطنات . في سنتي 1998 -1999 عقد اتفاقان بين الفلسطينيين وإسرائيل :

 * اتفاق واي ريفر Way river : نص على تنفيذ مرحلتين من المراحل الثلاثة لإعادة الانتشار شريطة وقف العمليات الفدائية وإلغاء أحد بنود الميثاق الوطني الفلسطيني الذي يدعوإلى القضاء على دولة إسرائيل. 
*اتفاق شرم الشيخ ( شتنتبر 1999 ) : تضمن تنفيذ المرحلتين الأولى والثانية من إعادة الانتشار وتسهيل التنقل بين الضفة الغربية وقطاع غزة اندلعت انتفاضة الأقصى، وانهارت مسيرة السلام :
 * ارتبطت انتفاضة الأقصى بتعثر مسيرة السلام أمام عدم تنفيذ إسرائيل التزاماتها وقيامها بعملية الاستيطان والقمع وإغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة ومعارضتها لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
 * اندلعت انتفاضة الأقصى في 28 شتنبر سنة 2000 بعد الزيارة التي قام بها أريال شارون ( زعيم حزب الليكود ) للمسجد الأقصى. * من نتائج انتفاضة الأقصى: فقدان إسرائيل لأزيد من 1500 شخص بين عسكري ومدني ،بالإضافة إلى آلاف الجرحى وإلحاق خسائر بالاقتصاد الإسرائيلي. الشيء الذي جعل إسرائيل تفكر في الانسحاب من قطاع غزة. 
* ساهمت عدة عوامل في انهيار مسيرة السلام من أبرزها: وصول حزب الليكود إلى الحكم، وانطلاق الحملة الدولية ضد الإرهاب بعد أحداث 11 شتنبر 2001 في الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى الصراعات الداخلية بين فلسطينيين بعد فوز حركة حماس في الانتخابات التشريعية لسنة 2006. خاتمة : لا تزال القضية الفلسطينية قائمة رغم التحولات الدولية.ولعل السبب الرئيسي في ذلك هو الدعم الأمريكي المطلق لإسرائيل الذي يستهدف تكريس الهيمنة الغربية على المشرق العربي.
 شرح العبارات : 
دول الطوق : مصر – الأردن – سوريا ولبنان القرار 242 : الذي يطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967 وبتحقيق تسوية عادلة لمشكل اللاجئين الفلسطينيين وإنهاء حالة الحرب كما يتضمن حرية الملاحة في الممرات البحرية الدولية والاعتراف بسيادة واستقلال كل دولة من دول المنطقة في إطار التعايش السلمي كامب ديفيد : منتجع سياحي بالولايات م الأمريكية . إعادة الانتشار : الانسحاب التدريجي الإسرائيلي من بعض أجزاء الضفة الغربية

نطام القطبية الثنائية و الحرب الباردة


مقدمة :
 تمثلت المخلفات السياسية للحرب العالمية الثانية في بروز نظام القطبية الثنائية و قيام الحرب الباردة التي تخللها التعايش السلمي بين الكتلتين . - ما هو السياق التاريخي لبروز نظام القطبية الثنائية ؟ - ما هي مظاهر و عوامل الحرب الباردة الأولى ؟ - ماذا عن مرحلة التعايش السلمي و الحرب الباردة الثانية ؟
 الأوضاع الدولية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية وبروز نظام القطبية الثنائية : أدت المخلفات السياسية للحرب العالمية الثانية إلى ظهور نظام القطبية الثنائية : دخلت الولايات المتحدة الأمريكية متأخرة الحرب العالمية الثانية، لكنها حسمتها لفائدة الحلفاء الغربيين .وساهم الجيش الأمريكي في تحرير دول أوربا الغربية من الاحتلال النازي الألماني . في المقابل حقق الاتحاد السوفياتي انتصارات هامة على ألمانيا في الطور الثاني من الحرب العالمية الثانية فحرر أراضيه واستولى على بلدان أوربا الشرقية وأقام بها أنظمة اشتراكية، فبرز كقطب للكتلة الشرقية الاشتراكية. كرس تأسيس هيأة الأمم المتحدة بروز نظام القطبية الثنائية :
 *بمقتضى مؤتمر سان فرانسيسكو لسنة 1945 تأسست هيأة الأمم المتحدة. 
*تتلخص أهدافها في النقط الآتية : -إقرار السلم والأمن الدولي. -تعزيز التعاون بين دول العالم في مختلف الميادين. -احترام حقوق الإنسان. 
*تعتمد هيأة الأمم المتحدة على الأجهزة التالية : - مجلس الأمن : ويتكون من 15 عضوا 5 منهم يمثلون الدول الكبرى التي تمتلك حق الفيتو ( الاعتراض ) . ويقوم مجلس الأمن بمعاقبة الدول المخالفة لميثاق هيأة الأمم المتحدة وبإرسال الجيش الأممي إلى مناطق التوتر لإقرار السلم. - الجمعية العامة : تتكون من مندوبي دول الأعضاء وتقوم بدراسة القرارات والمصادقة على التوصيات ( المقترحات ). - الأمانة العامة : وتتولى تنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة . 
- محكمة العدل الدولية : وتنظر في النزاعات الدولية. - المجلس الاقتصادي والاجتماعي : ويتدخل لتقديم التعاون بواسطة لجان تقنية ،كما ينسق عمل المؤسسات المختصة مثل : المنظمة العالمية للتغذية والزراعة ، والمنظمة العالمية للصحة. تصاعد التوتر الدولي ونشوب الحرب الباردة الأولى : ساهمت بعض العوامل في انقسام العالم إلى كتلتين ( أسباب الحرب الباردة ) : 
 -التناقض بين الرأسمالية التي تقوم على الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج والفوارق الاجتماعية ، وبين الاشتراكية التي تعتمد على الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج والمساواة الاجتماعية. 
 -النزاع بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية حول أوربا الشرقية : فهذه الأخيرة طالبت بتنظيم انتخابات نزيهة تحت إشراف الحلفاء لتحديد أنظمة ديمقراطية .في المقابل رفض الاتحاد السوفياتي ذلك وحافظ على الأنظمة الاشتراكية. 
-الخلاف بين الاتحاد السوفياتي والحلفاء الغربيين حول مصير ألمانيا : حيث رفض الاتحاد السوفياتي إعادة توحيد ألمانيا في إطار النظام الرأسمالي. تنوعت مظاهر الحرب الباردة الأولى ( 1947-1953 ) : 

* القطيعة الاقتصادية والسياسية : للتصدي للمد الشيوعي ، تقدمت الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدات اقتصادية لدول أوربا الغربية في إطار مشروع مارشال . في المقابل أسس الاتحاد السوفياتي منظمة الكوميكون التي جمعته بدول أوربا الشرقية. وأنشأ الكومينفورم الذي استهدف التنسيق بين الأحزاب الشيوعية في أوربا لمواجهة الدعاية الغربية المضادة، وللتعبئة ضد الولايات المتحدة الأمريكية ومشروع مارشال.

 * أزمة برلين الأولى :أعلن الحلفاء الغربيون سنة 1948 عن تأسيس دولة ألمانيا الغربية ( الرأسمالية ) في المناطق الخاضعة لنفوذهم . فكان رد فعل الاتحاد السوفياتي هو حصار برلين الغربية وإعلانه تأسيس دولة ألمانيا الشرقية (الاشتراكية) سنة 1949 * الأحلاف العسكرية : أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية كل من حلف الشمال الأطلسي ( الناتوO N.A.T ) وحلف بغداد ومنظمة حلف جنوب شرق آسيا . في المقابل أسس الاتحاد السوفياتي حلف فارسوفيا ( وارسو) الذي ضم الدول الاشتراكية.

 * الحرب الكورية (1950-1953) :تدخلت القوات الأمريكية إلى جانب كوريا الجنوبية في حربها ضد كوريا الشمالية التي كانت مدعمة من طرف القوات الصينية بأمر من الاتحاد السوفياتي.
 مرحلة التعايش السلمي واندلاع الحرب الباردة الثانية : بعد وفاة الرئيس ستالين دخلت العلاقات بين القطبين مرحلة التعايش السلمي : اعترف الاتحاد السوفياتي بألمانيا الغربية وقام بحل الكومنفورم وأقر بتعدد طرق تحقيق الاشتراكية وبضرورة تفادي الحروب والثورات العنيفة . في المقابل أوقف الرئيس الأمريكي ايزنهاور الحملة المكارتية المعادية للشيوعية ، واستقبل لأول مرة الرئيس خروتشوف ( الرئيس السوفياتي ) . وعقد البلدان مؤتمرات لحل بعض النزاعات الدولية وأبرما اتفاقيات الحد من الأسلحة الاستراتيجية المعروفة باسم سالت S.A.L.T . تعددت أشكال الحرب الباردة الثانية : 
- أزمة برلين الثانية : في سنة 1961 أقامت دولة ألمانيا الشرقية جدار برلين الذي استهدف الحد من هجرة ملايين السكان نحو ألمانيا الغربية. - الأزمة الكوبية في سنة 1962 : حاصرت القوات الأمريكية كوبا وأرغمت الاتحاد السوفياتي على تفكيك قواعده العسكرية الموجودة فوق أراضيها وسحب الصواريخ العابرة للقارات. 
- ربيع براغ : في سنة 1968 اندلعت ثورة شعبية في براك عاصمة تشيكوسلوفاكيا عرفت باسم " ربيع براغ ". غير أن الجيش السوفياتي تدخل لإخمادها . 
- حرب الفيتنام : تدخلت الولايات المتحدة الأمريكية عسكريا لمواجهة الشيوعية في الفيتنام الشمالية خلال الحرب 1954-1975 . - التسابق نحو التسلح : اشتد التنافس بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية في مجال التسلح حيث ثم اختراع الأسلحة الاستراتيجية وأسلحة الدمار الشامل. وعرف ذلك بتوازن الرعب. 
- الصراعات الإيديولوجية في العالم الثالث : أحدث الاتحاد السوفياتي أنظمة اشتراكية في بعض البلدان الأسيوية والإفريقية وأمريكا الوسطى. في المقابل دعمت الولايات المتحدة الأمريكية الحركات المناهضة لهذه الأنظمة. خاتمة : مع نهاية الثمانينات أخذت الاشتراكية في الانهيار بأوربا الشرقية ، وتفكك الاتحاد السوفياتي سنة 1991، وبالتالي ظهر النظام العالمي الجديد الأحادي القطب . 

شرح العبارات :
 مارشال : وزير الخارجية الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية . الدول الخمس الكبرى : حاليا الولايات المتحدة الأمريكية ، بريطانيا ، فرنسا ، روسيا الاتحادية ، الصين منظمة الكوميكون : مجلس التعاون الاقتصادي المتبادل . الكومينفورم : مكتب الإعلام الشيوعي الحملة المكارتية : نسبة إلى السيناتور الأمريكي ماكارتي

الحرب العالمية الثانية 1939-1945


مقدمة : في الفترة 1939 – 1945 دارت الحرب العالمية الثانية بين دول المحور ( ألمانيا النازية ،إيطاليا الفاشية ، اليابان ) و دول الحلفاء ( فرنسا ، بريطانيا ، الولايات م الأمريكية ، الإتحاد السوفياتي ) . فما هي أسباب و أطوار هذه الحرب ؟ و ما هي نتائجها الاقتصادية و الاجتماعية ؟
 أسباب الحرب العالمية الثانية : ساهمت مخلفات معاهدات الصلح والأزمة الاقتصادية في ظهور الأنظمة الديكتاتورية وتوتر العلاقات الدولية : 
 *فرضت معاهدات الصلح على الدول المنهزمة قيودا ترابية وعسكرية ومالية . مما أدى إلى ظهور أحزاب قومية متطرفة بهذه البلدان في مقدمتها الحزب النازي الألماني بزعامة أدولف هتلر الذي طرح عدة مبادئ من بينها القومية المتطرفة ،والعنصرية والديكتاتورية والتوسع، ومناهضة الديمقراطية والاشتراكية. 
 *عجزت الحكومات الديمقراطية في الدول الأوربية واليابان عن مواجهة المشاكل الاقتصادية والاجتماعية المرتبطة بأزمة 1929 . ولهذا تصاعد نفوذ الأحزاب المعارضة اليمينية المتطرفة .فكانت النتيجة هي قيام أنظمة ديكتاتورية في طليعتها النظام النازي الألماني
. *بمجرد وصوله إلى الحكم سنة 1933، شرع هتلر في التخلص من قيود معاهدة فرساي من خلال تعميم الخدمة العسكرية الإجبارية وتطوير صناعة الأسلحة وتسليح منطقة الراين (رينانيا ) واسترجاع منطقة السارSarre 
*في ظل الأزمة الاقتصادية ، انتشرت الحماية الجمركية مما أدى إلى حدوث المواجهة بين الديمقراطيات الغربية (بريطانيا- فرنسا – الولايات م الأمريكية )والأنظمة الفاشية وذلك من أجل السيطرة على الأسواق الخارجية وامتلاك المستعمرات. مهدت تحالفات وتوسعات الأنظمة الفاشية لقيام الحرب العالمية الثانية : 
* تمثلت تحالفات الأنظمة الفاشية في النقط الآتية: -التقارب الإيطالي الألماني ،وبالتالي تحطيم جبهة ستريسا stressa -تحالف ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية مع القوميين المتطرفين في اسبانيا أثناء الحرب الأهلية الإسبانية التي انتهت بقيام نظام فرانكوFrancoالديكتاتوي. -إنشاء محور برلين روما طوكيو : هو حلف عسكري ضم كل من ألمانيا وإيطاليا واليابان. 

* بالنسبة للتوسعات المتعلقة بالأنظمة الفاشية فيمكن تحديدها على الشكل الآتي : -احتلال اليابان لمنطقة منشوريا بالصين. -غزو إيطاليا لأتيوبيا . -ضم ألمانيا للنمسا لتكوين ما عرف باسم الأنشلوس. -استيلاء ألمانيا على منطقة السوديت ومعظم أراضي تشيكوسلوفاكيا في إطار المجال الحيوي. - غزو ألمانيا للأراضي البولونية. مراحل الحرب العالمية الثانية : في المرحلة الأولى ( 1939-1942) حققت دول المحور توسعات كبرى : 

* انطلقت الحرب بتوسع ألماني كبير في أوربا : حيث استولى الجيش الألماني على بلدان أوربا الشرقية، وتوغل في الأراضي السوفياتية ، كما احتل البلدان الاسكندنافية ( الدانمارك – السويد – النرويج – فنلندا )، وأخضع كل من هولندا وبلجيكا والليكسمبورغ . وفي يونيو 1940 احتلت ألمانيا فرنسا، وأقامت فيها حكومة فرنسية موالية لها برئاسة بيتان PETAIN( عرفت باسم حكومة فيشي) 

* تحالف الجيش الألماني مع الجيش الإيطالي من أجل السيطرة على شبه جزيرة البلقان ، ومن أجل تعزيز النفوذ في ليبيا ،والتوسع على حساب تونس ومصر . *حقق اليابان توسعا كبيرا: حيث استولى على بلدان جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادئ ، و قصف القاعدة العسكرية الأمريكية ( بيرل هاربور ). فكان رد فعل الولايات المتحدة الأمريكية هو الدخول إلى هذه الحرب . في المرحلة الثانية (1943-1945 ) تحولت الحرب لفائدة الحلفاء :
 *منذ أواخر ،1942 بدأ الحلفاء يحققون انتصاراتهم الأولى على دول المحور *انتصر الجيش الأحمر السوفياتي في معركة ستالينغراد، وشرع في تحرير أراضيه من النفوذ الألماني النازي. وفي المرحلة الموالية استولى الجيش السوفياتي على بلدان أوربا الشرقية.
 *أنزل الحلفاء الغربيون قواتهم في المغرب والجزائر لتحرير تونس من النفوذ الألماني الإيطالي. في نفس الوقت انطلق الجيش الإنجليزي من مصر لتحرير ليبيا . وانطلاقا من تونس تقدمت قوات الحلفاء الغربيين شمالا واستولت على إيطاليا وأطاحت بالنظام الفاشي سنة 1944. 
*أنزل الحلفاء قواتهم في منطقة نورماندي . وتمكنوا من تحرير فرنسا سنة 1944. وبعد ذلك ، تم الاستيلاء على بلجيكا وهولندا والليكسمبورغ. 
*منذ مطلع 1945، شرعت قوات الحلفاء في غزو الأراضي الألمانية .وانتهى الأمر باستسلام الجيش الألماني في ماي 1945. *انطلق الجيش الأمريكي من جزيرة ميدواي وجزر الكنال وبحر الكوزل لمواجهة الجيش الياباني في جزر المحيط الهادي. وللتعجيل بنهاية الحرب قامت القوات الأمريكية بإلقاء القنبلة الذرية ، على مدينتي هيروشيما وناكازاكي في غشت 1945 .وبالتالي استسلم الجيش الياباني. النتائج الاقتصادية والاجتماعية للحرب العالمية الثانية : تضررت الدول المتحاربة اقتصاديا باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية : *تدهورت الأوضاع الاقتصادية في الدول الأوربية وإفريقيا الشمالية واليابان ،باعتبار هذه المناطق والبلدان كانت ميدانا للمعارك. في ظل الدمار الاقتصادي، عانت الدول الأوربية من العجز المالي ،فلجأت إلى الاقتراض الخارجي وإلى الزيادة في فرض الضرائب. 
*في المقابل فالاقتصاد الأمريكي ظل سليما وعرف تطورا مستمرا. وقدمت الولايات المتحدة الأمريكية لدول أوربا الغربية مساعدات اقتصادية في إطار مشروع مارشال ( وزير الخارجية الأمريكي ) استهدفت إنعاش اقتصاد هذه البلدان و التصدي للمد الشيوعي. خلفت الحرب خسائر بشرية وبؤسا اجتماعيا : 
* تجاوزت الخسائر البشرية التي خلفتها الحرب العالمية الثانية 50 مليون قتيلا، بالإضافة إلى ملايين المعطوبين والأرامل واليتامى. 

* أدت الحرب العالمية الثانية إلى تزايد نسبة البطالة والفقر وانتشار المجاعة وارتفاع عدد المتشردين . لهذا تم تأسيس هيئة الإغاثة والتعمير التابعة للأمم المتحدة . خاتمة : خلفت الحرب العالمية الثانية خسائر بشرية ومادية جسيمة في نفس الوقت أثرت على العلاقات الدولية. 

شرح العبارات : أدولف هتلر : احد مؤسسي الحزب النازي بعد الحرب ع الأولى ، قام بمحاولة انقلاب فاشلة ، فسجن وألف كتاب كفاحي . ساعدته مخلفات الأزمة العالمية على الوصول إلى الحكم سنة 1933 ، حيت أقام نظاما فاشيا ( ديكتاتوري داخليا ، توسعي خارجيا ) . انتحر عند دخول جيش الحلفاء العاصمة برلين ( ماي 1945 ) جبهة ستريسا stressa :حلف معاد لألمانيا يتكون من فرنسا وبريطانيا وإيطاليا الحرب الأهلية الإسبانية : الحرب التي دارت بإسبانيا في الفترة 1936 – 1939 بين الجمهوريين ( اليساريين) و المحافظين . وانتهت بانتصار الطرف الأخير .
 إعداد : ذ . المصطفى قصباوي

العالم غداة الحرب العالمية الأولى


مقدمة : في الفترة 1914- 1918 جرت الحرب العالمية الأولى التي دارت بين دول الوسط ( ألمانيا ، الإمبراطورية النمساوية الهنغارية ، الإمبراطورية العثمانية ، بلغاريا ) و دول الوفاق أو الحلفاء ( فرنسا ، بريطانيا ، الولايات م الأمريكية ، إيطاليا ، روسيا القيصرية ) و انتهت بانتصار الطرف الأخير . فما هي النتائج السياسية و الاقتصادية لهذه الحرب ؟ 
مؤتمر الصلح ومعاهدات السلم : انعقد مؤتمر الصلح بباريس سنة 1919 : 
* ظروف انعقاد المؤتمر :
 - نهاية الحرب العالمية الأولى بانتصار دول الحلفاء أو الوفاق على معسكر الوسط . - خسائر بشرية ومادية جسيمة في أوربا. - انعقاد المؤتمر بحضور الحلفاء والدول الموالية لهم ، وفي غياب الدول المنهزمة وروسيا الاشتراكية . 
*مواقف الدول الكبرى خلال المؤتمر: تشبثت فرنسا بتصفية حساباتها مع ألمانيا من خلال إضعافها كليا. في المقابل نادت بريطانيا بالتوازن الأوربي . واقترحت الولايات المتحدة الأمريكية إعادة النظر في العلاقات الدولية من خلال المبادئ 14 للرئيس الأمريكي ولسن Wilson أما إيطاليا فقد طالبت باسترجاع بعض مناطقها المحتلة من طرف النمسا . 
* قرار المؤتمر : عقد معاهدات السلم مع الدول المنهزمة ، إنشاء عصبة الأمم . أبرمت معاهدات السلم سنتي 1919-1920 وتضمنت شروطا قاسية : 

* معاهدة فرساي مع ألمانيا : بموجبها استرجعت فرنسا منطقتي الألزاس واللورين ، واقتطعت أراضي من ألمانيا لفائدة الدول المجاورة ، وفقدت ألمانيا مستعمراتها ، ووضعت منطقة السار sarre تحت إشراف عصبة الأمم ، وتم تخفيض الجيش الألماني ، وإلغاء الخدمة العسكرية ، وفرض غرامة مالية باهضة على ألمانيا ، وتجريد منطقة الراين من السلاح. 

* معاهدة سان جيرمان مع النمسا : ونصت على فصل هنغاريا عن النمسا ، والاعتراف باستقلال االقوميات السلافية الخاضعة للنفوذ النمساوي.

 * معاهدة نويي Neuilly مع بلغاريا، ومعاهدة تريانون Trianon مع هنغاريا ( المجر) : تضمنت المعاهدتان اقتطاع أراضي من البلدين لصالح الدول المجاورة 
 * معاهدة سيفر Sevres مع الإمبراطورية العثمانية : بمقتضاها تفككت الإمبراطورية العثمانية بعد اقتطاع أراضيها الأوربية لفائدة الدول المجاورة ( مثل اليونان) ، وفرض الانتداب ( شكل استعماري) الانجليزي والفرنسي على المشرق العربي. التحولات الترابية والسياسية لأوربا بعد مؤتمر الصلح وتنظيم العلاقات الدولية : طرأت تغييرات ترابية على الخريطة السياسية لأوربا من أبرزها : - اختفاء الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية النمساوية الهنغارية. - انفصال هنغاريا عن النمسا. - توسع الدول الموالية للحلفاء مثل رومانيا على حساب دول الوسط. - ظهور دول جديدة في طليعتها يوغوسلافيا ، تشيكوسلوفاكيا ، دول البلطيق ( استونيا – ليتونيا – ليتوانيا ) استهدفت عصبة الأمم تنظيم العلاقات الدولية: 

* في سنة 1920 تأسست عصبة الأمم التي اتخذت جنيف مقرا لها ، والتي استهدفت ضمان السلم العلمي وتعزيز التعاون الدولي من خلال طرح بعض المبادئ من بينها عدم اللجوء إلى القوة العسكرية لحل الخلافات بين الدول ، واحترام القانون الدولي والمعاهدات الدولية . 
* لتحقيق هذه الأهداف ، اعتمدت عصبة الأمم على الأجهزة التالية : - المجلس الأعلى : ويقوم بمعاقبة الدول المخالفة. - الأمانة العامة : وتتولى الأعمال الإدارية. - الجمعية العامة : وتقوم بمناقشة القضايا التي تهدد السلم العالمي وتتخذ قرارات في شأنها. - محكمة العدل الدولية : مهمتها الفصل في النزاعات القانونية بين الدول.
 * فشلت عصبة الأمم في تحقيق أهدافها لعدة عوامل من بينها : - كانت عصبة الأمم أداة لخدمة مصالح الدول الاستعمارية خاصة انجلترا وفرنسا . - عدم انضمام الولايات المتحدة الأمريكية إلى هذه المنظمة. - انسحاب عدة دول من عصبة الأمم في مقدمتها ألمانيا وإيطاليا واليابان. انتقل الثقل الاقتصادي العالمي إلى خارج أوربا : تدهور الاقتصاد الأوربي بعد الحرب العالمية الأولى : كانت أوربا ميدانا للحرب العالمية الأولى وبالتالي عرفت خسائر بشرية ومادية كبيرة . وبنهاية هذه الحرب واجهت أوربا مشاكل مرتبطة بالانتقال من اقتصاد الحرب إلى اقتصاد سلمي . وبالتالي انخفض الإنتاج الفلاحي والصناعي وتراجعت المبادلات التجارية الأوربية ، فقلت المداخيل المالية . بالمقابل فالنفقات كانت جد مرتفعة ولهذا ، عرفت الدول الأوربية عجزا كبيرا في ميزانيتها ، فلجأت إلى الاقتراض الخارجي خاصة من الولايات المتحدة الأمريكية. ولهذا عانت من مشكل تراكم الديون. استفادت بعض الدول غير الأوربية من ظروف الحرب ومخلفاتها :
 * أثناء الحرب العالمية الأولى وما بعدها ، أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية الممون الرئيسي للدول الأوربية بمختلف المواد الفلاحية والصناعية ، إلى جانب تقديم القروض المالية . في نفس الوقت تضاعفت الصادرات الأمريكية عدة مرات، وبالتالي تزايد الإنتاج الفلاحي والصناعي ، وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية أول قوة اقتصادية في العالم بدل بريطانيا. 
* استغلت اليابان انشغال الدول الأوربية بالحرب العالمية الأولى لتقوم بغزو الأسواق الخارجية بمنتوجاتها الصناعية ، وبالتالي ظهرت اليابان كقوة صناعية كبرى .
* تزايدت الصادرات الفلاحية لكل من الأرجنتين والبرازيل وأستراليا و نيوزيلندا ، مثلما تطور إنتاج السكر في كوبا والبرازيل. 

خاتمة : خدمت معاهدات الصلح مصالح الدول المنتصرة في نفس الوقت فشلت عصبة الأمم في تحقيق أهدافها فكانت النتيجة هي قيام الحرب العالمية الثانية. شرح العبارات : اقتصاد الحرب : قام على إعطاء الأولوية لصناعة الأسلحة اقتصاد سلمي : الاقتصاد السائد في فترة السلم القائم على تطوير الفلاحة – الصناعة – التجارة و الخدمات .

 * أهم شخصيات المؤتمر العالمي بباريس 1919 :
- كليمانصو : رئيس مجلس الوزراء الفرنسي ( 1917 – 1920) . - لويد جورج : الوزير الأول البريطاني ( 1916 – 1922 ) 
- ولسون : رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ( 1912 – 1920) الذي اقترح المبادئ 14 إعداد : ذ . المصطفى قصباوي

الجمعة، 13 نوفمبر 2015

أرشيفات محلية ـ وثائق تاريخية



صورة ظهير تجديد لما بيد أحفاد الشيخ أحمد التاغي الحمداوي من ظهائر سابقة، صادر من السلطان المغفور له  المولى محمد الخامس رحمه الله تعالى ، سجل في الوزارة الكبرى بتاريخ 11 صفر 1372 موافق 31 أكتوبر 1952



صورة ظهير التوقير والاحترام والإعفاء من سائر التكاليف الحكومية للفقيه الشيخ أحمد التاغي بن مسعود الحمداوي مؤرخ في 4 جمادى الأولى سنة 1250هـ، صادر من السلطان المولى عبد عبد الرحمن بن هشام رحمه الله تعالى