إن تخصيص
مقال حول مقاربة ظاهرة التنصير من الناحية التاريخية في المغرب يَتَكَسَّى أهميَّة
بالغة، لكون البحث والدِّراسة في المجال لا زال لم يأخذ حقه عند الباحثين
والمؤرخين؛ ومردُّ ذلك راجع بالأساس للغموض والحساسية المُتَعَلِّقة بطبيعة هذا
الموضوع وصلته المُتشعبة بمختلف المجالات: الدينية، والاجتماعيَّة، والسياسيَّة.
لذا؛ فالمقال أساسًا دعوة للاهتمام بتاريخ هذه الظَّاهرة لتكوين رؤية متكاملة عن تجليَّاتها ومظاهرها التي كانت موجودةً به في السابق، من أجل فَهم ما هو موجود في الحاضر، خاصَّة وأن وتيرة الظاهرة في تزايُد مستمر في السَّنوات الأخيرة، ثُمَّ استشراف ما هو آتٍ في المستقبل.
لا بدَّ منَ الإشارة في البداية إلى صعوبة الوقوف على إجابات يقينيَّة عن تاريخ التَّنصير في المغرب، لاعتبارات عدَّة تأتي في مُقدمتها، ما يتطلبه الأمر من تدقيق وتمحيص وبحث في مختلف المصادر التاريخيَّة والنوازل الفقهيَّة لرسم صورة واضحة المعالم ومتكاملة الأبعاد عن موضوع لم يتجرَّد من حساسيته يومًا، ومثير لقضايا عدَّة تبدأ بالعقيدة وتنتهي بالسِّياسة، لتمر على الاقتصاد والثقافة وغيرها، وهو ما يتَّضح جليًّا من خلال تصفُّح البيبليوغرافيا المحدثة التي تناولت بالدِّراسة الدولة المغربية الوسيطية مثلاً، وهي مادة مصدرية تَشهَد ضعفًا وقلة في حديثها عن الموضوع، وذلك راجع أساسًا للحساسية الدينية والسياسية التي كانت تدفع ببعض المؤرخين لإغفال ذكر المعطيات التَّاريخيَّة المرتبطة بالموضوع.
ويمكن أن نمثل في هذا الصدد بالمؤرخ البَيْدق[1] الذي أغفل مثلاً استعانة عبدالمؤمن بالمرتزقة النصارى للدخول إلى مراكش سنة: 541هـ، رغم أنه عاصر الحدث وعايشه، كما أن المؤرخ المراكشي[2] لم يتحدث ألبتة عن بناء الموحدين لكنيسة مراكش، في الوقت الذي "تحامل فيه كثيرًا على المرابطين وساهم في تشويه صورتهم" [3].
وإذ كانت المصادر التاريخيَّة القديمة التي تَحَدَّثَت عن النَّصرانيَّة في المغرب تَتَّسم بالقلة والندرة في العموم، فإنَّ بعضها أشار إلى أنَّ أهل المغرب دانوا بالنصرانيَّة قبل مجيء الإسلام عن طريق قرطاجة، إذ ظهرت في بادئ الأمر كخصم عنيد للرومان بشمال إفريقيا لا تعترف بآلهتهم ولا تعطي أيَّ قيمة لثقافتهم الدينية؛ لكن دون أن تستطيعَ جل المصادر تحديد وضبط متى كان الدخول ولا كيفيته[4].
بيد أنَّ المؤرخَ المكي الناصري في كتابه (الاستقصا)[5] كان منَ القلائل الذين أشاروا إلى أنَّ دخول النصرانيَّة إلى المغرب كان في القرن الرابع، وبه فَسَّر وجود بعض الزعماء الأمازيغ النصارى، وهناك رأي آخر لأحد المؤرخين ينفي فيه اعتناق المغاربة للنصرانيَّة باستثناء بعض المناطق السَّاحلية[6]، وبالتالي كان اعتناقًا سطحيًّا لا غير.
هذه هي جُل المعطيات الأساسيَّة التي تقدمها جل النُّصوص المؤرخة للوجود النَّصراني في المغرب، وتستند إلى أنَّ المدَّ النَّصراني وصل إليه عن طريق الرومان الذين كانوا يسيطرون على سواحله، فألزمت الرَّعية بهذا الدين، ولكن هذا الإلزام لم يمكن هذا الدين منَ التَّغَلغُل داخل بلاد المغرب، وإنما كان ممتدًا بصورة سطحيَّة على طول الشريط الساحلي في المغربين الأوسط والأقصى[7].
الشيء الذي دفع بعض الباحثين إلى نفي اعتناق المغاربة للنصرانية، واقتصار الأمر على بعض المناطق الساحلية[8]؛ بل شَكَّكَ آخرون في عُمْق إيمان ساكنة شمال إفريقيا عمومًا بالنَّصرانيَّة؛ إذ وصف إيمان هذه السَّاكنة بمُجَرد الانطباع الذي لا يمكن دعمه لا بالأرقام ولا بالوثائق؛ بل حتى آثار الكنائس الضَّخمة التي يتحدث عنها بعض المؤرخينَ الغربيينَ لا يعرف عددها بالضبط، ولا تدل بالضَّرورة على كثرة عدد المؤمنينَ، بقدر ما تدل على ثروة وغنى مَن تَبَرَّعَ بتشييدها، وربَّما قد يكون مُستَقرًا خارج إفريقيا، إضافةً إلى أنَّها آثار ترجع إلى تاريخ متأخر ولا تبعد كثيرًا عن قرطاج[9].
هذه فقط عجالة مختصرة عن الوجود النصراني قبل الإسلام.
لذا؛ فالمقال أساسًا دعوة للاهتمام بتاريخ هذه الظَّاهرة لتكوين رؤية متكاملة عن تجليَّاتها ومظاهرها التي كانت موجودةً به في السابق، من أجل فَهم ما هو موجود في الحاضر، خاصَّة وأن وتيرة الظاهرة في تزايُد مستمر في السَّنوات الأخيرة، ثُمَّ استشراف ما هو آتٍ في المستقبل.
لا بدَّ منَ الإشارة في البداية إلى صعوبة الوقوف على إجابات يقينيَّة عن تاريخ التَّنصير في المغرب، لاعتبارات عدَّة تأتي في مُقدمتها، ما يتطلبه الأمر من تدقيق وتمحيص وبحث في مختلف المصادر التاريخيَّة والنوازل الفقهيَّة لرسم صورة واضحة المعالم ومتكاملة الأبعاد عن موضوع لم يتجرَّد من حساسيته يومًا، ومثير لقضايا عدَّة تبدأ بالعقيدة وتنتهي بالسِّياسة، لتمر على الاقتصاد والثقافة وغيرها، وهو ما يتَّضح جليًّا من خلال تصفُّح البيبليوغرافيا المحدثة التي تناولت بالدِّراسة الدولة المغربية الوسيطية مثلاً، وهي مادة مصدرية تَشهَد ضعفًا وقلة في حديثها عن الموضوع، وذلك راجع أساسًا للحساسية الدينية والسياسية التي كانت تدفع ببعض المؤرخين لإغفال ذكر المعطيات التَّاريخيَّة المرتبطة بالموضوع.
ويمكن أن نمثل في هذا الصدد بالمؤرخ البَيْدق[1] الذي أغفل مثلاً استعانة عبدالمؤمن بالمرتزقة النصارى للدخول إلى مراكش سنة: 541هـ، رغم أنه عاصر الحدث وعايشه، كما أن المؤرخ المراكشي[2] لم يتحدث ألبتة عن بناء الموحدين لكنيسة مراكش، في الوقت الذي "تحامل فيه كثيرًا على المرابطين وساهم في تشويه صورتهم" [3].
وإذ كانت المصادر التاريخيَّة القديمة التي تَحَدَّثَت عن النَّصرانيَّة في المغرب تَتَّسم بالقلة والندرة في العموم، فإنَّ بعضها أشار إلى أنَّ أهل المغرب دانوا بالنصرانيَّة قبل مجيء الإسلام عن طريق قرطاجة، إذ ظهرت في بادئ الأمر كخصم عنيد للرومان بشمال إفريقيا لا تعترف بآلهتهم ولا تعطي أيَّ قيمة لثقافتهم الدينية؛ لكن دون أن تستطيعَ جل المصادر تحديد وضبط متى كان الدخول ولا كيفيته[4].
بيد أنَّ المؤرخَ المكي الناصري في كتابه (الاستقصا)[5] كان منَ القلائل الذين أشاروا إلى أنَّ دخول النصرانيَّة إلى المغرب كان في القرن الرابع، وبه فَسَّر وجود بعض الزعماء الأمازيغ النصارى، وهناك رأي آخر لأحد المؤرخين ينفي فيه اعتناق المغاربة للنصرانيَّة باستثناء بعض المناطق السَّاحلية[6]، وبالتالي كان اعتناقًا سطحيًّا لا غير.
هذه هي جُل المعطيات الأساسيَّة التي تقدمها جل النُّصوص المؤرخة للوجود النَّصراني في المغرب، وتستند إلى أنَّ المدَّ النَّصراني وصل إليه عن طريق الرومان الذين كانوا يسيطرون على سواحله، فألزمت الرَّعية بهذا الدين، ولكن هذا الإلزام لم يمكن هذا الدين منَ التَّغَلغُل داخل بلاد المغرب، وإنما كان ممتدًا بصورة سطحيَّة على طول الشريط الساحلي في المغربين الأوسط والأقصى[7].
الشيء الذي دفع بعض الباحثين إلى نفي اعتناق المغاربة للنصرانية، واقتصار الأمر على بعض المناطق الساحلية[8]؛ بل شَكَّكَ آخرون في عُمْق إيمان ساكنة شمال إفريقيا عمومًا بالنَّصرانيَّة؛ إذ وصف إيمان هذه السَّاكنة بمُجَرد الانطباع الذي لا يمكن دعمه لا بالأرقام ولا بالوثائق؛ بل حتى آثار الكنائس الضَّخمة التي يتحدث عنها بعض المؤرخينَ الغربيينَ لا يعرف عددها بالضبط، ولا تدل بالضَّرورة على كثرة عدد المؤمنينَ، بقدر ما تدل على ثروة وغنى مَن تَبَرَّعَ بتشييدها، وربَّما قد يكون مُستَقرًا خارج إفريقيا، إضافةً إلى أنَّها آثار ترجع إلى تاريخ متأخر ولا تبعد كثيرًا عن قرطاج[9].
هذه فقط عجالة مختصرة عن الوجود النصراني قبل الإسلام.
وجدير بالذكر أن أهم الروافد الأساسية للوجود النصراني بالمغرب بعد الفتح الإسلامي، كان عن طريق علمية "الارتزاق"[10] أو الاستجاشة بالنصارى؛ وهي قائمة على أساس المساهمة في الحروب التي تخوضها السلطة المغربية ضد "المتمردين"، وتعد منَ الظواهر التي اكتنفها الغموض والاضطراب، نتيجة الحضور المحرم أو المحظور في المجتمع[11]، وأيضًا لما يشكله موضوع "الارتزاق" باعتباره حلقة من الحلقات المنسية في تاريخ المغرب.
كل هذه المعطيات الأولية، تستبعد فرضية الحديث عن كون ظاهرة التنصير جديدة بالمغرب، بل يمكن القول بتحفظ عنها أنَّ لها امتدادًا في تاريخ المغرب، وهذا مرتبط أساسًا بالموقع الجغرافي الذي يحتله المغرب.
وفي الوقت ذاته، فإن القول بأنها ظاهرة قديمة ذات جذور تاريخية، قول لا تدعمه الوثائق الكافية، حيث لا نستطيع في الوقت الحالي تحديد متى بدأ التنصير وكم تنصر منَ المغاربة، ولا معرفة الطبقات والجماعات العرقية التي تَنَصَّرَت[12].
بيدَ أن غياب المعطيات وشُحَّ الوثائق لن يدفعنا للقول بأنها مجرد عمليات سطحية، فلا ننكر وجود بعض المصادر التاريخيَّة التي أشارت إلى الوجود التَّنصيري ببعض مناطق المغرب خصوصًا السَّاحلية منها[13]، وكذا حديثها عن استعانة بعض الأمراء المغاربة بالنَّصارى في إطار ما يسمَّى بـ"ظاهرة الارتزاق" الآنفة الذكر[14] أو في إطار الوساطات السياسيَّة والاقتصاديَّة، وفي هذا الصدد يقول عبدالهادي التازي: "لقد اعتمد الملوك العلويون[15] على طائفة منَ الفرأيلية المسيحيِّين، في أمر الوساطات مع البَلاَطات الكاثوليكيَّة، وفيهم عدد من رجال الدِّين الذين كانوا يبلغون الرسائل المتعلقة بافتكاك الأسرى أو علاج المشاكل الطارئة" [16].
وللإشارة أنَّه لم تقتصر الخطابات على مُجَرَّد الشُّكر والوساطة؛ بل تجاوزتها أحيانًا لدعوة السلاطين المغاربة للنَّصرانيَّة بشكل فجٍّ ومباشر، لم تخل منَ التهديد والإنذار، ويمكن التَّمثيل في الحالة الأولى بنص للبابا "كريكوار التاسع"، فقد ورَدَ فيه: "إن البابا يأمل أن يأتي اليوم الذي يفتح فيه عينه للنور الصادق"[17]، والمقصود بالنور الصادق بالطبع النَّصرانيَّة.
ونجد أيضًا رسالة أخرى موجهة منَ البابا "إينوصانت" يلح فيها على السلطان المرتضى إنجاز المطالب التي تقدم بها، مضيفًا إلى ذلك أنه سيمنع النصارى منَ الدخول إلى مراكش إن لم تقبل، وأنه "سيطلب من أسقف هذه المدينة وقف مساعدة الجند للسلطان"[18]، وللإشارة أن العلاقات بين المغرب والبابا كثيرًا ما تصدَّعت بمثل هذه الخطابات التي كانت شبيهة بالدَّعوة لاعتناق النَّصرانيَّة، مقابل تقديم المساعدة العَسكريَّة[19].
وعليه؛ فإنَّ السَّعي التنصيري المُتَقَدم والواضح وبكيفيَّات مباشرة وغير مباشرة، كان هدفه الأساس تثبيت النَّصرانيَّة بالمغرب، كما هو الشأن بالنسبة للمُنَصرين الأوائل من إيطاليا الذين أرادوا تأسيس المذهب الفرنسيسكاني ومُنَاهضة الدِّين الإسلامي، وتكفي الإشارة أيضًا في هذا الصَّدد إلى استغلال الفاتيكان لمؤتمر مدريد الذي عقد للنَّظر في مشكلة الحماية القُنصلية، ووجد فيه الفرصة السانحة لطرح مسألة حرية التدين في المغرب[20]، وقد جاء في رسالة مؤرخة في: 5 مايو 1880 من ديوان الفاتيكان إلى سفير النمسا: "يطلب من الدوائر العليا للدول الكاثوليكية أن تتبنَّى - خلال المؤتمر - توصية حول الحريَّة الدِّينيَّة، وأن قَدَاسة البابا يفرض عليه واجبه الديني الاهتمام بكل أمر قد يفيد في تعزيز المصالح الدِّينيَّة"[21].
إضافةً إلى هذا كله؛ كان المُنَصرون في طليعة المُستكشفينَ الذين حلوا بالمغرب ومَهَّدوا للاستعمار قبل أن تطأها أقدام الجنود والجيوش، وتكفي هنا الإشارة لبعضهم: (دومنيك باديا)[22]، و(خورخي دي هنين)[23]، و(شارل دو فوكو)[24]، إذ اعتبر بعض الباحثين رحلة (دو فوكو) من عَلامات ارتباط التَّنصير بالاستعمار؛ إذ كان يعتقد أنَّ السبيل الوحيد لبقاء سكان شمال إفريقيا على الولاء لفرنسا هو إدخالهم إلى النصرانية[25].
وفي الختام:
السمة الأبرز التي يمكن تسجيلها في هذا الصدد أن الكنيسة
في أغلب الأحيان لم تستطع تحقيق مسعاها ولا مقصدها نتيجة عدة عوامل دينيَّة وسياسيَّة
واجتماعيَّة مختلفة، واعترف المنصرون أنفسهم بذلك معتبرين ذلك تَصَلبًا من
جانب المسلمين[26]،
فقد كان المغرب - ولا يزال - على امتداد تاريخه قلعة حصينة للإسلام، لم تفلح
المحاولات الاستعمارية ولا الأعمال التنصيرية في ثني شعبه عن الاعتزاز بالدين
الإسلامي والدفاع عنه، وبذل الغالي والنفيس في سبيل إقامته والحفاظ عليه.
بيد أنَّ هذا الفشل الذي تكبدته الأطراف التَّنصيرية والاستعمارية، لم يَحُل بينها وبين سلك سُبُل أخرى لتحقيق أهدافها، فكان الغزو الفكري التنصبري الذي سخر أحدث الإمكانيات وآخر المبتكرات، وهو ما سنحاوِل الوقوف على بعض تجلِّيَاته في المغرب من خلال المقالات المقبلة في الموضوع.
بيد أنَّ هذا الفشل الذي تكبدته الأطراف التَّنصيرية والاستعمارية، لم يَحُل بينها وبين سلك سُبُل أخرى لتحقيق أهدافها، فكان الغزو الفكري التنصبري الذي سخر أحدث الإمكانيات وآخر المبتكرات، وهو ما سنحاوِل الوقوف على بعض تجلِّيَاته في المغرب من خلال المقالات المقبلة في الموضوع.
[2]
- عبدالواحد المراكشي، "المعجب في تلخيص أخبار المغرب"، تحقيق: محمد
سعيد العريان، الجمهورية العربية المتحدة، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، لجنة
إحياء التراث الإسلامي (دون ذكر للطبعة والتاريخ).
[3]
- عبدالواحد المراكشي، "وثائق المرابطين والموحدين"، تحقيق: د حسين
مؤنس، مكتبة الثقافة الدينية، بور سعيد (دون ذكر للطبعة والتاريخ) ص: 51-52،
التمهيد.
[5]
- أحمد بن خالد السلاوي الناصري، كتاب "الاستقصا لأخبار دول المغرب
الأقصى"، تحقيق وتعليق: أحمد الناصري، منشورات وزارة الثقافة والاتصال -
المغرب، سنة 2001.
[10]
- رِزْقٌ جمعُ أرْزَاق، وهي نوعان: ظاهرة للأبدان كالأقوات، وباطنة للقلوب والنفوس
كالمعارف والعلوم، قال الله تعالى: {وَمَا مِنْ
دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا} [هود: 6]، وعنِ النبيِّ
- عليه السَّلام - أنَّ الله يرسل الملك ((إلى كل من اشتملت عليه رحم أمه فيقول
له: اكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد، فيختم له على ذلك))، وقد جعل ابن
منظور كلمتي "رزق" جمع "أرزاق" و"رزقة" جمع
"رزقات" مترادفتين: "وأَرزاقُ الجند: أَطماعُهم، وقد ارْتَزقُوا،
والرَّزقة، بالفتح: المرة الواحدة، والجمع: الرَّزقاتُ، وهي أَطماع الجند،
وارْتزقَ الجُندُ: أَخذوا أَرْزاقَهم، وقوله تعالى: {وَتَجْعَلُونَ
رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ}، أَي: شُكْر رزقكم، مثل قولهم: مُطِرنا
بنَوْءِ الثُّريا، وهو كقوله: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ}،
يَعْنِي: أَهْلَهَا، ورَزَقَ الأَميرُ جنده فارْتَزقُوا ارْتِزاقًا"، انظر:
"لسان العرب"، ابن منظور، مادة: "ز. ر. ق"، ج2، ص: 1161.
[11]
مصطفى نشاط، "الارتزاق المسيحي بالدولة المرينية - الغرب الإسلامي والغرب
المسيحي خلال القرون الوسطى"، تنسيق: محمد حمام، منشورات: كلية الآداب
والعلوم الإنسانية بالرباط، سلسلة: ندوات ومناظرات رقم:
48 ط: 1 ، ص: 118.
[14] كانت
ظاهرة مستمرة الحضور في الدولة المغربية أواخر العصر الوسيط، وقد تحدث عنها
العلامة ابن خلدون بشكل مفصل، انظر الهامش رقم 1 من الدراسة.
[15]
هي عبارة عن ترخيص منَ السلطان المولى إسماعيل لرجال البعثة الفرنسيسكانية
الإسبانية، وهي بتاريخ 15 مايو 1710م، وتقول الرسالة:
"كتابنا هذا - أسماه الله وأعزه - بيد حملته
النَّصارى الفرأيلية يتعرف منه بحول الله وقوته أنَّ جميع مَن يقف على هذا الكتاب
الكريم من قوَّاد مراسينا عمرهم الله أشياخ الرعية أن يتأهلوا (يعتنوا) في
الفرأيلية المذكورين الذين يجوزون في بلادهم ويقفون معهم ويقضون لهم كل ما
يحتاجونه عندهم من أمور الطريق، ويعسون عليهم عند المبيت، ويقطعونهم الويدان،
ويعرفونهم بالطريق التي يريدون المشي معها لتبلغهم لمقصودهم، وأن لا يتعرضون لهم
قواد المراسي المباركة في حوائجهم التي يأتون بها من بلادهم، وأن لا يبحثونهم في
شيء منها، وكذلك الحوائج التي يذهبون بها من بر المسلمين عمره الله يتركونها له
سوى العِدَّة والقمح فقط والواقف عليه يعمل به. انتهى، كُتِبَ في سادس عشر ربيع
النبوي المفضل عام اثنين وعشرين وماية وألف".
[18]
- البيان قسم موحدي، ص: 254، رسائل موحدية جديدة رسالة رقم 126، ص: 401، عبدالهادي
التازي، "التاريخ الديبلوماسي"، المجلد الثاني، ص: 282-283.
[20]
- عبدالوهاب بنمصور، "أروبا وقضية حرية التدين في المغرب. - مطبوعات أكاديمية
المملكة المغربية"، العدد: 16 - سنة 1999، ص: 18 بتصرف.
- Badia domingo, Los viajes de Ali Bey, Ed, El Museo
Universal, Madrid 1980, p. 75.
-
رامون مايراتا، "علي باي العباسي"، ترجمة: رفعت عطفة، منشورات ورد، ط:
1، 1999، والمعروف أن "رامون مايراتا " كان من الجنود الذين خدموا
إسبانيا في الصحراء إبان حكم فرانكو، وهي تجربة مكنته من معرفة الشخصية المغربية
عن قرب.
[23]
- لقد كتبت مذكرات Jorge de Henin باللغة الإسبانية، و يعود تاريخها إلى عام 1614، إلاَّ أنَّها ظلت
مجهولة بسبب نقلها المستمر من خزانة خاصة إلى أخرى، ولم يصبح بالإمكان الاطلاع
عليها من طرف العموم إلا بعد اقتنائها من طرف الخزانة الوطنية في مدريد، حيث وضع
يده عليها الأستاذ توركواتو بيرس دي كوثمان، وقد نشرت من طرف معهد الدراسات
الإفريقية وتحمل عنوان: وصف الممالك المغربية: 1603 - 1613، مقدمة نقدية وتعليق
(تور كواتو بيرث دي كوثمان)، تعريب عبدالواحد أكمير، مطبعة النجاح الجديدة، الدار
البيضاء ديسمبر 1997.
[24]
ف. شارل دو فوكو، التعرف على المغرب 1883 - 1884. (ج: 2 أطلس) - معد وراسم الخرائط
ومعربها محمد بلعربي، دار الثقافة الدار البيضاء، ط: 1/1999.
[25]
-محمد رزوق، "معلمة المغرب"، إشراف: محمد حجي- إنتاج: الجمعية المغربية
للتوزيع والنشر، نشر مطابع سلا: 1415/1995، ج: 17- ص: 2262.
[26]
- لم يتردد دوفوكو في الاعتراف بفشل سعيه الشخصي في تنصير من استهدفهم بدعوته في
أوساط الفقراء.. محمد رزوق، "معلمة المغرب"، م س.
إرسال تعليق