مازال
تاريخ أبي البركات العبدري يشوبها كثير من الغموض فالمصادر التاريخية لم
تترجم له الا بعض الاشارات التي أوردها ابن القاضي في كتابه جذوة الاقتباس
الذي أشار الى رحلته ولم يتطرق لأخبار رجوعه من رحلته،
و كما نجد بعض الاشارات التي أوردها العلامة محمد الفاسي رحمه الله في مقدمة تحقيقه لرحلة العبدري واسمه الكامل هو أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن أحمد ابن مسعود العبدري الحيحي ينتمي الى أسرة علمية ذات صيت كبير.
اختلفت الروايات التاريخية حول اًصول ونسب الرحالة أبي البركات حيث أنسبه البعض الى أصول عربية قرشية ونجد المستشرق الاسباني بونس بويكس يرجعه الى أصل بلنسي أندلسي ولكن ذ.محمد الفاسي فند الأطروحات المستشرقين الأوروبيين التي تزعم انتسابه الى أصول اندلسية وأبرز أنه مغربي صميم يعتز بمغربيته وأهله بحاحة "...فهو لا يطيب فرحا بالتعييد بفاس رغم جمالها واتساع حضارتها واشتمالها على العلماء الجلة وكونها قاعدة المملكة ويفضل عليها بلاد حاحة موطئ أهله ومعطن أسرته... "
تكتسي رحلة العبدري أهمية علمية وتاريخية ترصد لنا أخبار المناطق التي زارها العبدري،وافتتح رحلته بقوله"كان سفرنا تقبله الله وتعالى في الخامس والعشرين من ذي القعدة عام ثمانية وثمانين وستمائة مبدؤه من حاحا صانها الله" وقد سافر من بلاد حاحة على طريق البر وراء الأطلس وكان يدون أخبار المناطق التي زارها ووصف أماكنها وعلماءها من المغرب الأقصى والأوسط والأدنى.
1. أبي عبد الله محمد بن محمد العبدري الحيحي،رحلة العبدري،تحقيق وتقديم محمد الفاسي،منشورات جامعة محمد الخامس،سلسلة الرحلات،1968م،ص4
2. نفس المرجع،ص4
3. نفس المرجع،ص7
إرسال تعليق