GuidePedia

0



إرتبط البحث الكولونيالي بحركة التوسع الأوربي الذي إنطلق منذ أواخر القرن .15 وفي هذا الإطار جاء الإهتمام بالبلدان المطلة على البحر المتوسطي من أجل السيطرة عليها ،وقد تحركت ثلاث عزائم لهذا الغرض حسب إبراهيم بوطالب وهي الغزو الإكتساح والبحث في أحوال المجتمع.

بعد احتلال فرنسا للجزائر بدأ الإهتمام بالمغرب .هذا الإهتمام كان في البداية لا يخرج عن نطاق ما كُتِب في مؤلفات سابقة مثل ليون الإفريقي مرورا بتقارير السفراء، وبعدها صدر كتابين الأول لطوما والثاني لرونو
عرف المغرب مجموعة من الأحداث أهمها الحملات على طنجة صويرة سلا ...وفي هذه الفترة ظهرت أبحاث وتقارير القناصل وبعض الرحالة ورغم الأزمات الداخلية التي تعرضت لها فرنسا وإسبانيا فالأقلام لم تتوقف عن الكتابة على المغرب .

في الجنوب المغربي أبيدت بعثة الضابط فلاشر وقتل الرائد كميل .هذه الأحداث بينت للقوى الاستعمارية أنها ما زالت تجهل كل شيء يتعلق بسكان المغرب ،وهكذا أقدمت فرنسا على إعطاء العناية للباحثين لجمع المعلومات على ثقافة وسكان المغرب وقامت بإصدار مجموعة من الأبحاث والتقارير وتأسيس هيئة إفريقيا الفرنسية التي أخذت تنشر نتائج الأبحاث.

مع بداية القرن العشرين تكاثرت التقارير حول المغرب.هذه الأبحاث الكولونيالية لها قيمة كبيرة في معرفة التاريخ المغربي بسبب إلمام المتخصصين بالبحث التاريخي والدليل هو مثل كتاب لغور الذي يحمل عنوان قيام أسر الشرفاء بالمغرب ومنافستهم مع أتراك الأيالة الجزائرية 1509- 1830.

الاستشهاد بالماضي لإثبات النفوذ

تحول البحث التاريخي في عهد الاستعمار إلى قطاع وظيفي سخرت له جميع الأدوات والطاقات للتمهيد للإستعمار ولهذا بادر ليوطي إلى تأسيس مدرسة لتعليم اللغة العربية الفصيحة والدارجة وكذلك تأسيس مجلة أطلق عليها إسم هيسبيريس . وكان اليوطي لا يبخل في الحضور في مؤتمراته السنوية. وكان الهدف من هذه المجلة كما يؤكد ذلك هاردي هو البحث عن روح المغرب وهكذا كانت دراسة المجتمع المغربي وتاريخه هو إيجاد ثغرة لإستغلال المغرب .

إذا ما تفحصنا المقالات التي نشرت في هذه المجلة نجد أنها تعطي الأولوية لميدان التاريخ وخصوصا القديم منه، وذلك من أجل تحقيق أهداف أولها النيل من الضمير الإسلامي والتذكير بدور المسيحية في المنطقة والإعتماد على الإرث الروماني لشرعنة الإستعمار.

وهكذا نرى ليوطي بنفسه يؤسس هيآت متخصصة .ورغم إختلاف الأبحاث في التاريخ القديم فهي تلتقي في عبارة كتبها جيليبر شارل بيكار حضارة إفريقيا الرومانية حينما قال أن مصير بلاد البربر ومصير بلادنا قد إتحد في مجرى التاريخ من القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الخامس ميلادي ثم سنة 1830.

قبل استقلال المغرب ظهرت بعض الأقلام التي حاولت أن ترد على مزاعم الكتابات الكولونيالية ورغم ذلك فليس من السهل أن نفند أطروحات الإستعمار لنطمس حقائق تناولتها هذه الكتابات لأنه بفضلها عرفنا أن التاريخ لا ينحصر عند سطح الأحداث وذكر البطولات وإنما هو للتأمل، وبالتالي لا يمكن الضرب في مكانة هاته الكتابات التي لحد الآن نستفيد منها .مثلا مجلة هيسبيريس كانت تنشر استطلاعات عن أحوال الحرف التي كانت مهددة بالاندثار وكذلك لولا هذه الكتابات لما تعرفنا عن بعض رجالات الدولة .ولهذا ولكي نبني مدرسة تاريخية مغربية حسب بوطالب يجب الإقتداء بهذه الكتابات وجمعها وتوثيقها فهناك كتابات يجب أن ننوه بها مثل جوليان مارتن بيرك.....

الكتابات الكولونيالية حسب بوطالب لها فضل لا يمكن أن يجحده إلا جاهل غبي في شأن العناية بتاريخ المغرب قبل الإسلام، وبفضل علماء اللغات القديمة ولولا كشفهم وتصويرهم وجمعهم للمعالم التاريخية لما أمكن اليوم أن نسترسل في هذا النهج وبالتالي لا يمكن أن نتجاهل هذه الأحداث وإنما يجب العناية بها ونجعلها في متناول الجمهور المغاربي
http://attouti.canalblog.com

إرسال تعليق

 
Top