كانت منطقة سوس في حروب دامية منذ قرون
خلت بين قبائلها المتصارعة،غالبا ما تكون حول الأرض وتحديد حدودها
الجغرافية وكذلك تقسيم المياه، وهي وضعية وصفها روبير مونطاني عند حديثه عن
قبائل المغرب الكبرى بظاهرة الانقسام الخلوي،التي
غيرت خريطة المغرب القبيلة ومعالمها الأساس،ولم تسلم سوس من هذه التحولات
التي خصصت لها الدراسات السوسيولوجية الكولونيالية قسطا مهما في مقاربة
علاقة قبائل سوس بالمخزن،وصراعاتها المستمرة عبر التاريخ، وكان لهذه
الصراعات دور في إقدام أعيان وعلماء سوس على وضع عقد توافقي بموجبه يتم
الانتقال من مرحلة الحروب الطاحنة إلى مرحلة السلم.وتعتبر عادة ادرنان من
الطقوس العريقة في سوس التي حددت معالم الصلح بين القبائل المتصارعة منذ
زمن، حيث عرفت قبائل سوس صراعا أبديا بين حلفين وهما:حلف تاحكونت
وتاكوزولت.لتنهي طقوس ادرنان هذا الصراع التاريخي،وأصبحت العلاقات وطيدة
بين جل القبائل السوسية، تؤطرها علاقات المصاهرة بين أفرادها.
إرسال تعليق