GuidePedia

0



يمكن أن نشبه المرحلة التاريخية للمغرب قبل ظهور الدولة العلوية بالمرحلة التي كان فيها المغرب قبل ظهور السعديين، فقد كان المغرب موزعا بين زعامات محلية نتيجة الفتن التي شهدها المغرب بعد وفاة السلطان أحمد المنصور الذهبي عام 1012هـ/ 1603م، والصراع المرير الذي كان بين أبنائه على العرش خصوصا محمد الشيخ المأمون وأبو فارس وزيدان وخاصة بعد تسليم العرائش للبرتغاليين من طر الشيخ المامون، حيث دخل المغرب في سدية مظلمة من الفتن، وكأنما المغاربة قد نسوا أو تناسوا تاريخهم فعاشوه مرتين، نسوا أن الفتن تؤدي إلى الضعف والضعف يؤدي إلى الاضمحلال والاضمحلال يؤدي إلى تكالب الأجنبي على المغرب فاحتل الإسبان المعمورة والعرائش وأصيلة في حين وقعت البريجة تحت يد الاحتلال البرتغالي وطنجة في يد الاستعمار البريطاني، وكان شمال لمغرب مقسما بين أولاد النقسيس والمجاهد العياشي والخضرغيلان، وكان الدلائيون يسيطرون على الأطلس المتوسط وفاس، واستأثر محمد السملالي بسوس والصحراء وسجلماسة، وانقض الشبانات على بقايا السعديين بمراكش واستولوا على المدينة وأحوازها، واستأثر أولاد الشيخ أعراس بالريف، وأظهر الموريسكيون نزعة الاستقلال عن الدولة المغربية بتطوان والرباط وسلا.
وإذا كانت مرحلة الفتن والاضطرابات تظهر أسمى تجلياتها في ظهور الدجاجيل ومدعي المهدوية فقد تجلى ذلك مع ابن أبي محلي الذي ظهر بسجلماسة واستولى على مدينة مراكش لتنتهي حركته الإصلاحية مخلفة الكثير من التدمير والحروب الداخلية، فلم تكن هذه الإمارات مستقلة فقط بل كانت مستقلة ومتناحرة وفيها كثير من سفك الدماء، لذلك تطلع المغاربة الذين مازالت تردد ألسنتهم مراحل الوحدة والأوج مع المرينيين والسعديين إلى محاولة البحث عن موحد تجتمع عليه الآراء والمواقف، فكان ذلك في بيت أشراف بيت سجلماسة.

إرسال تعليق

 
Top